عندما قرأت حوار ولي العهد محمد بن سلمان مع صحيفة «الشرق الأوسط»، والذي قال فيه: «فخور بأن المواطن السعودي أصبح يقود التغيير، بينما تخوّف كثيرون من أن الرؤية ستواجه مقاومة بسبب حجم التغيير الذي تحتويه»، تذكرت رسالة أرسلها لي صديقي الصيني قبل عدة أسابيع، قال فيها: «نحن في الصين لدينا رؤية الحزام والطريق، وأنتم في السعودية لديكم رؤية 2030، كيف نستطيع أنا وأنت أن نستفيد من الرؤيتين لخلق مشروع تجاري يربط الصين بالسعودية والعكس». كثير من الصينيين يسألوني عن الفرص التجارية في السعودية، وكيفية الاستثمار بها، لكن هذا الصديق هو أول صيني يتحدث معي عن رؤية 2030، وأعتقد أنه فكرَ كثيراً كيف يستطيع أن يبدأ معي الحديث حول مشروعه، وكيف ينجح في جذب اهتمامي؟. سألته كيف عرفت عن رؤية المملكة، وكيف تريد أن تستفيد منها؟، فذهب يعرض عليّ خططه وأفكاره، ويطلب مني أن أكون شريكًا له في تحقيقها. منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 والجميع في السعودية من المواطنين والمقيمين يشعرون بأنهم شركاء بها، فالرؤية شاملة لكل شخص، والجميع يستطيع أن يشارك بها ويستفيد ويفيد منها حسب تخصصه واهتماماته، حتى صديقي الصيني يرى فيها فرصة استثمارية ليطوّر من نفسه، ويبني لنفسه مشروعًا تجاريًا. أشعر بالفخر؛ لأن مجتمعنا يتمتع بقيادة ناجحة في رسم الخطط للمستقبل، بينما أشعر بالشفقة على دول مجاورة يشعر مجتمعها بأن المستقبل مجهول ومظلم ومخيف. هناك فرق بين قيادة تبني وتستشرف المستقبل لشعبها وتفتح له أبواب البناء والتعليم والعمل والأمل، وقيادة رغم تمتعِ بلادها بالثروات الطبيعية إلا أنها بسبب سياستها الرعناء حوّلت دولتها إلى أقطاعية محاصرة اقتصاديا يتفشى فيها الفقر والبطالة والجهل والهدم والبؤس. الأشخاص الذين لهم أهداف ليحققوها لن تحبطهم مخططات الآخرين التي تحاول عرقلتهم، ولن يلتفتوا لصراخ الفاشلين والظلاميين، وسيسعون نحو أهدافهم السامية حتى يبلغوها، وخلال هذا الوقت سيزيد الفارق الزمني بينهم وبين الفاشلين، وسيختفي الجهلاء والظلاميون والمفسدون في الأرض، وسيبقى العلم والنور والمحسنون في الأرض. نعم يا محمد بن سلمان، نحن شعبك الذي يقود التغيير الذي أطلقته عبر الرؤية، ولن ينجح أي عدو في إيقاف هذا التغيير. ولن تنجح ميليشياتهم في اليمن والعراق ولبنان وغيرها أن توقف البناء والنهضة والمجد في بلادنا، لطالما يملك هذا الوطن شعبا وقادة متحدين في السلم والحرب وطموحهم عنان السماء.