أكد المبعوث الخاص لرئيس روسيا لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف أن تقاربا في وجهات النظر حدث بين موقفي بلاده ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي في الأزمة السورية، مشيرا إلى مشاعر الارتياح في موسكو لما صدر من بنود في البيان الختامي لقمة الثماني حول الملف السوري والذي تبنته روسيا بقوة. وبين بوجدانوف ل"الوطن" أن الدول ال8 أكدت على الدعم التام لخطة المبعوث الأممي والعربي المشترك كوفي عنان، والدعوة إلى الأطراف المعنية للتمسك بها والامتناع عن العنف، موضحا أن خطة عنان في شكلها ومضمونها تضمن الحل من خلال شراكة دولية. وأضاف "نحن لا ندافع في مواقفنا الدولية عن الأسد ولا نقف ضد خيارات كل أو بعض من الشعب السوري وأصبحنا أكثر قناعة بأن تغيير السلطة في سورية جذريا هو أمر مقبول لموسكو بشرط عدم حصول تدخل أجنبي أو المشاركة في تسليح أحد الأطراف أو الدعوة إلى استخدام السلاح مما سيتسبب في مزيد من هدر الدماء". ونفى بوجدانوف أن تكون بلاده اشتركت في تسليح الجيش السوري أو الاشتراك من خلال عناصر قتالية روسية في أي من العمليات الحاصلة بين القوات النظامية وقوى المعارضة السورية أو الجيش الحر. واعتبر أن مهمة المراقبين تتركز حول الحد من العنف، ومراقبة نشاطات جميع الأطراف تمهيدا لإعداد تقرير يقدمه عنان حول تقييمه للوضع السوري وبشكل دوري. وأوضح أن مهمة نائب المبعوث الدولي العربي المشترك ناصر القدوة (ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات) تتضمن فتح قنوات مع جميع أطراف الأزمة لمساعدة المجلس الوطني السوري على تمثيل كافة أطراف المعارضة والتواصل مع جميع الأطراف المناوئة للحكومة السورية، تمهيدا لإجراء حوار شامل مع الحكومة السورية التي يمثلها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، والتي كان يفترض أن يجتمعوا في القاهرة منتصف مايو الحالي، لكنه تأجل بقرار من المجلس الوطني السوري، مقترحا عقده في موسكو التي لا يوجد لديها تحفظات على ممثلي النظام السوري أو المعارضة. في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في ختام محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيج في موسكو أمس أنه لا يهم من يحكم سورية، إنما المهم أن يتوقف القتل، مشيرا إلى أن روسيا لا تدعم حكومة الرئيس الأسد وإنما خطة السلام التي أعدها عنان، وتدعو القوى الغربية إلى وقف جهود إسقاط النظام. وقال "نحن لا ندعم الحكومة السورية، نحن ندعم خطة كوفي عنان"، مضيفا أنه على القوى الغربية "العمل على تطبيق خطة عنان وليس إسقاط النظام". لكنه في الوقت نفسه اعتبر أن "الطرفين" الجيش السوري والمعارضة ضالعان في مجزرة الحولة.