لم ينجح المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر في إقناع أقارب الرئيس السابق علي عبد الله صالح بإنهاء تمردهم على القرارات التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي في وقت سابق من الشهر الماضي، والقاضية بإقالتهم من مناصبهم في مؤسسة الجيش، واضطر إلى مغادرة صنعاء قبل يومين من جلسة يعقدها مجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع في البلاد ومدى التزام الأطراف المختلفة بنقل السلطة بناءً على المبادرة الخليجية التي تم التوقيع عليها قبل أكثر من 6 أشهر. وغادر ابن عمر صنعاء أمس بعد زيارة استغرقت 3 أيام بذل خلالها جهوداً لإنهاء تمرد عسكري قام به ضباط مقربون من صالح، فيما لا يزال اللواء الثالث للحرس الجمهوري الذي يقوده العميد طارق، نجل شقيق صالح يواصل تمرده العسكري ضد قائده الجديد العميد عبد الرحمن الحليلي. وكان المبعوث الأممي قد عقد خلال الأيام التي قضاها في اليمن لقاءات مكثفة مع مسؤولين بارزين، على رأسهم هادي وصالح ونجله الذي يتولى قيادة وحدات الحرس الجمهوري، إضافة للواء علي محسن الأحمر لبحث أسباب التمرد، وأبلغ كافة الأطراف بأن مجلس الأمن سيفرض عقوبات على أي طرف يعمل على عرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، كما أبلغها بأنه ليس في صالح الأطراف المعرقلة للمبادرة أن يجتمع مجلس الأمن وحالة التمرد في اللواء الثالث ما تزال مستمرة. وسيقدم ابن عمر تقريره بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن في جلسته المقرر انعقادها غدا. على صعيد آخر كثف الجيش اليمني من ضغوطه على عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين، حيث حقق تقدماً كبيراً في جبهات القتال، خاصة في مدينتي زنجبار وجعار، وأصبح على بعد كيلومترات قليلة من وسط المدينتين. وأكدت مصادر عسكرية أن وحدات من الجيش سيطرت على المناطق المحيطة بمدينة جعار، كما تمكنت من السيطرة على مساحات شاسعة من المزارع التي كانت تقع تحت أيدي عناصر القاعدة، بالإضافة إلى وادي تبن، واستيلائهم على كميات كبيرة من الأسلحة التي تركها أعضاء الجماعات المسلحة أثناء هروبهم من المزارع. وكانت الأجهزة الأمنية اليمنية بمحافظة عدن قد ألقت القبض أمس على 3 أشخاص يشتبه بانتمائهم لعناصر ما يسمى بأنصار الشريعة في عمليتين منفصلتين خلال اليومين الماضيين. وقالت وزارة الداخلية إنها ضبطت أحد المشبوهين بالقرب من كتيبة الدبابات التابعة للواء 31 مدرع واعترف خلال التحقيق الأولي بصلته بأنصار الشريعة.