أكد رئيس قسم طب الأسرة بمستشفى الملك خالد العسكري بتبوك الدكتور علي العمري أن الفحص الشامل أكذوبة كبرى هدفها أكل أموال الناس بالباطل، وقال "زيارة واحدة لطبيب الأسرة وعمل فحوصات بسيطة تغني عن كل تلك الأموال التي تنفق على ما يسمى بالفحص الشامل بعمل تحاليل مبالغ فيها". واستدرك العمري بتأكيده أيضاً على أن الأطباء الموجودين في المراكز الصحية لا يحملون تخصص "طب الأسرة"، وذلك في إجابة على تساؤل حول عدم مبالاة أطباء المراكز الصحية بالمرضى ومعاملتهم ببرود، أثناء مشاركته في المحاضرة التي ألقاها استشاري طب الأسرة الدكتور طارق شقران في قاعة النادي الأدبي بتبوك بمناسبة اليوم العالمي لطب الأسرة أول من أمس. وركز الدكتور شقران في محاضرته على أن طب الأسرة تخصص طبي قائم بذاته، وهو غير ذلك الذي يطلق عليه الناس "طبيب عام" ، فالطبيب العام في الاصطلاح الدارج هو الطبيب الذي تخرج من كلية الطب لتوه، ولكن طبيب الأسرة يحتاج لدراسة البورد لمدة أربع سنوات بعد تخرجه من كلية الطب ليصبح متخصصا في "طب الأسرة". وأكد شقران أن طبيب الأسرة يستطيع حل90٪ من المشاكل النفسية والاجتماعية والجسمانية للأسرة قبل وصولها للمتخصص الطبي في مجال واحد، فهو -أي طبيب الأسرة - لا يكتفي بإعطاء الوصفة الطبية للمريض، بل يبجث حتى عن "الأجندات المخفية" لدى مرضاه ، وهي المرض الذي يخفيه المريض عن الأطباء بسبب الحياء أو عادات المجتمع. وقال شقران إن الجانب الإنساني في كليات الطب العربية غائب عن الأساتذة الجامعيين، فهم يركزون على الناحية العلمية والعملية ويتناسون الجانب المهم وهو المريض الإنسان، فهم يركزون - بحسب شقران - على المرض وعلاجه، وذلك بعكس طب الأسرة الذي يهتم بالمريض وأحواله النفسية والاجتماعية، كما يهتم بمرضه، لأن الحالة النفسية والاجتماعية تعتبر السبب الأكبر لمعظم أمراض العصر، ويستطيع طبيب الأسرة بما لديه من أدوات وخبرات علمية، تخليص المريض من مسببات المرض هذه. الدكتور علي العمري قال إن ثقافة طب الأسرة غائبة، حتى عند المسؤولين، وإن هناك تأخرا على مستوى الفهم والتطبيق في كل دول العالم العربي، وإن هذا التخصص ظهر منذ 40 سنة فقط، ولكنه تقدم في الدول الغربية أكثر، وعرف الناس هنالك أهميته. وأكد العمري أن السعودية تعد من أولى الدول العربية المهتمة بهذا الطب ولها الأسبقية في التدريب عليه، إلا أن النقص في هذا التخصص ما زال كبيرا جداً، إذ إن المتخرج من كلية الطب لا يعد طبيب أسرة أو طبيبا عاما بالمسمى الاصطلاحي التخصصي، ولكنه يبدأ التعلم والتدريب الحقيقي بعد تخرجه من الجامعة، فيما أحجم عن ذكر أية جهود لوزارة الصحة السعودية أو في مجال طب الأسرة