كان الطالب ينتظر تلك اللحظة التي لا تُنسى عندما يُحقق هدفه بتخرجه من الثانوية العامة، وقبل تلك الفرحة يحدث في مجتمع ذلك الطالب ضجيج عارم حتى من أقارب الخريج وسؤالهم المتكرر دائما كيف تسير أمور ابنكم؟ ثم بعد ذلك يحِل الفرح وتتحقق لذة النجاح، ثم يُكمل الطالب مسيرته العلمية إما جامعة أو كلية عسكرية أو يلتحق بوظيفة، وقد لا يكون بعد ذلك الاحتفال البسيط أي احتفال أو فرحة أخرى، لأن ذلك الخريج أصبح يخوض تجارب ومعارك الحياة بنفسه، وضياع يوم منه يعتبر خسارة كبيرة، والوقت يمضي ولديه مهام وجدول زمني لتحقيق ذلك. اليوم نرى العجائب وما يضع في العقل تساؤلا من كثرة انتشار ظاهرة «حفلة التخَّرج»، وذلك بهدف التشجيع المُزيف الذي يقتل لذة النجاح حتى أصبحت أسرة الطالب تُرهِق عاتقها بنفقات تلك الحفلات التي فرضها مجتمع ظالم لنفسه، في كل عام دراسي يحتفل الطالب بتخرجه من فصل دراسي لآخر حتى وإن كانت الحصيلة العلمية ضعيفة، لو تساءلنا ماذا سيكون مصير هذا الطالب مع مرور الوقت؟ بالتأكيد سيكون بلا هدف وبلا طموح، ولن يسطر قصة نجاح جديدة تُروى، والسبب يعود لأنه قد تَملل وتيقن في قرارة نفسه بأنه فعلا في قائمة الخريجين المميزين، وأنه يستحق كل ما قُدم له من هدايا واحتفالات. عزيزي قائد الأسرة، المجتمع بحاجة لابنكم خذ بيده لطريق فيه الرؤية والرسالة والأهداف واضحة، ولا تكن لابنك غاشا، وأن يكون التشجيع له بُعد نظر بحيث يعود على ابنكم بالفائدة، ولنكن جميعا على قدر كبير من المسؤولية تجاه وطننا، فعِماد وطننا -بعد الله- في أبنائه وابنكم المحتفى به في كل عام مرتين أحد هؤلاء الخريجين.