قتل رجل دين لبناني من الطائفة السنية ومرافقه بإطلاق الجيش اللبناني النار على موكبه الذي لم يتوقف عند حاجز عسكري في بلدة الكويخات بمنطقة عكار شمال لبنان. وكان القتيل الشيخ أحمد عبد الواحد، المعروف بمواقفه المنتقدة لنظام دمشق ودعمه لحركة الاحتجاج في سورية، في طريقه إلى مدينة حلبا حيث كان يفترض أن يلقي كلمة في تجمع تنظمه المعارضة اللبنانية. وتسبب هذا الحادث بزيادة حدة التوتر بين السكان، بعد أسبوع على اشتباكات دارت في طرابلس، كبرى مدن الشمال، بين مجموعات سنية معارضة للنظام السوري وجماعات علوية مناصرة له أوقعت 10 قتلى. وقطع سكان في المنطقة الطرق احتجاجا على مقتل الشيخ السني. وقال النائب خالد ضاهر العضو في المعارضة اللبنانية المناهضة لدمشق "لن نسمح بأن نستهدف بهذه الطريقة"، متهما الجيش "بتعمد استهداف" الشيخ، كما قام الأهالي بقطع الطريق في قرية عبد الواحد في البيرة، وتردد أنّ هناك قرارا بقطع كل الطرق في عكار، مطالبين بنقل المهام الأمنيّة إلى قوى الأمن الداخلي. وأصدر الجيش بيانا أعرب فيه عن أسفه للحادث، وأكد تشكيل لجنة تحقيق من كبار ضباط الشرطة العسكرية، وبإشراف القضاء المختص. كما تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزيري الدفاع الوطني فايز غصن والداخلية والبلديات مروان شربل ومع القيادات الأمنية تفاصيل الحادث. وطلب تشكيل لجنة تحقيق في الحادث لكشف ملابساته. وبدوره أجرى رئيس "تيّار المستقبل" سعد الحريري اتصالاً بعائلة القتيل معزيًا، واتصالات أخرى برئيس الجمهورية ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي مطالبًا بلجنة تحقيق فوريّة في ظروف جريمة قتله ومحاسبة المسؤولين عنها مهما علت مراتبهم. واستنكر الحريري "جريمة القتل"، داعيًا أهل عكار إلى "التزام الهدوء وعدم الانجرار إلى فخ الفتنة". وقال "إنّ تيار المستقبل وكتلة المستقبل النيابيّة لن يتوقفا عن المطالبة بمحاسبة العناصر التي أطلقت النار ومن أمر بإطلاق النار عليهما".