لا زال المشهد اللبناني ينذر بالتصعيد دون التهدئة، حيث استمرت المواجهات في بيروت وامتدت إلى خارجها سقط خلالها ضحايا جدد في شرق بيروت وتحديداً بلدة عالية وفي شمال لبنان تزامنت مع تبادل الاتهامات بين أطراف المعادلة اللبنانية لا تبشر بانتهاء قريب للأزمة مع تمسك كل طرف بموقفه والإصرار على ادخال لبنان في دوامة سياسية عسكرية قد لا يعرف من بدأها نهايتها. فعلى الصعيد الميدان الدموي، افاد مصدر طبي ان ستة اشخاص قتلوا وأصيب نحو عشرين آخرين ستة منهم بحالة الخطر في اطلاق نار استهدف مشيعين لأحد انصار تيار المستقبل الذي قتل ليلة الخميس الجمعة في بيروت. وأوضح المصدر في مستشفى المقاصد القريب من مكان الحادث لوكالة فرانس برس "وصلتنا ست جثث لأشخاص قتلوا في اطلاق نار على مشيعين في مقبرة في حي الطريق الجديدة". وأضاف المصدر نفسه ان المستشفى "استقبل ايضا نحو عشرين جريحا ستة منهم بحالة الخطر الشديد". وأفاد مصور وكالة فرانس برس ان منطقة الطريق الجديدة التي تعتبر معقلا لتيار المستقبل تشهد توترا شديدا بعد الحادثة. وأفاد مصور وكالة فرانس برس ان مئات من الشبان من اهالي الطريق الجديدة تجمعوا حول المقبرة وهم في حالة غضب بعد اطلاق النار وسقوط القتلى، مضيفا ان عناصر من الجيش انتشرت بين المقبرة ومستديرة شاتيلا احد مداخل الضاحية الجنوبية معقل حزب الله حيث انتشر مسلحون. وأفاد مصدر أمني في شمال لبنان ان خمسة قتلى سقطوا قبل ظهر أمس في اشتباكات مسلحة وقعت في مدينة حلبا في منطقة عكار شمال لبنان بين عناصر من المعارضة وآخرين من الأكثرية. وقال هذا المصدر ان الاشتباكات وقعت بين عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي القريب من سورية وناشطين من تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري في مدينة حلبا ( 37كلم شرق طرابلس) الواقعة في اقصى شمال لبنان على مقربة من الحدود مع سورية. وأوضح ان خمسة قتلى سقطوا في هذه الاشتباكات بدون ان يتمكن من تحديد انتماءاتهم السياسية. وأدت الاشتباكات إلى اقفال جسر عرقة بين منطقة عكار ومدينة طرابلس. وفي طرابلس افاد مصدر أمني ان مسلحين اطلقوا النار على مقر حزب البعث في عاصمة الشمال من دون تسجيل وقوع اصابات. وأوضح المصدر نفسه ان المدينة تشهد انتشارا مسلحا لكافة الفرقاء المتخاصمين. وقد اتهم حزب الله أمس عناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، احد زعماء الاكثرية النيابية، ب"اعدام" اثنين من عناصره في بلدة عاليه (شرق بيروت). وقال الحزب الشيعي في بيان "قامت عناصر تابعة لميليشيا وليد جنبلاط في منطقة عاليه، بخطف ثلاثة أفراد من حزب الله، حيث أقدمت على إعدام اثنين منهم رميا بالرصاص وطعنا بالسكاكين بينما لا يزال مصير الثالث مجهولا". واوضح البيان ان جثتي القتيلين "رميتا" امام احد مستشفيات عاليه قبل نقلهما لاحقا إلى احد مستشفيات ضاحية بيروت الجنوبية. واعتبر حزب الله هذه "الجريمة الوحشية أمرا خطيرا جدا في مضمونها ودلالاتها وتداعياتها وحمل وليد جنبلاط شخصيا مسؤولية مصير الأخ الذي ما زال مخطوفا". وكان مصدر عسكري قد اشار سابقا إلى مقتل شخصين في عاليه مساء الجمعة في اشتباكات في منطقة عاليه. وتتعلق القرارات المختلف عليها بشبكة اتصالات سلكية لحزب الله وبأمن المطار وتنحية قائد جهازه الأمني.