جاءت لوحات التصوير الضوئي لصاحبها الألماني هرمان بورشارت في المعرض المقام حالياً في معهد غوته بدمشق لتحكي مشاهدات هذا المصور المستشرق أثناء رحلته في رحاب جنوب سورية في عام 1895 والتي تركزت على الآثار الموجودة في تلك المنطقة من الحقب التاريخية المختلفة البيزنطية والرومانية والإسلامية. ورافقت الصور الاثنتين والثلاثين المعروضة بلونيها الأبيض والأسود صور ملونة بحجم صغير لذات المواقع الأثرية المصورة ولكن في وقتنا الحالي مع ذكر لاسم المكان والمعلم الأثري. وتنم الصور المعروضة عن موهبة حساسة في فن التصوير الضوئي وتقنية استطاعت أن تظهر تفاصيل المعالم المصورة تعود لكاميرا النيغاتيف القديمة التي أجاد المصور استخدامها كما أن الحالة الجيدة للصور المعروضة تبين الاهتمام الذي لقيته الصور الأصلية الموجودة حالياً في ألمانيا في المتحف الأنثروبولوجي وتعكس حالة التوثيق العالية التي عمل عليها هذا المستشرق الألماني. وجاء في كتيب المعرض كلمة للدكتورة كارين بارتل مديرة معهد الآثار الألماني بدمشق المنظم لهذا المعرض...إن المعرض يركز على مجموعة من الصور غير المعروفة للمصور الألماني هرمان بورشارت والتي التقطها في رحلته لمنطقة جبل العرب وما حولها في عام 1895 وهذا يساعد على تعريف الجمهور السوري بهذا المصور الأثاري القديم كما يمكن من ربط هذه الصور بمشاريع التنقيب التي قام بها معهد الآثار الألماني بدمشق في سورية. والمصور هيرمان بورشارت من مواليد برلين عام 1857 تخرج من مدرسة التجارة ودرس اللغة العربية في معهد الدراسات الشرقية في برلين بين عامي 1890-1892 واختار سورية كمنطلق لاستكشافاته الأثرية وبعدها تجول في شمال إفريقيا لينتهي به المطاف في اليمن التي قتل فيها عام 1910 علي يد مجموعة من اللصوص