في خطوة استفزازية لمشاعر الجزائريين وتاريخهم، أصدرت فرنسا طابعا بريديا جديدا حمل تلفيقا وأكاذيب عن شخصية الأمير عبد القادر أول مؤسس للدولة الجزائرية، واحد رموز النضال العربي ضد الاستعمار، فقد اظهر الطابع البريدي الامير مقلدا بالعديد من الميداليات و النياشين الفرنسية بحيث تحمل واحدة منها صليبا بارزا، وهو إيحاء واضح بأن الأمير عبد القادر اعتنق المسيحية و التلميح لأمر مثل هذا يعتره العديد من المختصين في التاريخ و بعض المهتمين وعلى رأسهم عميد جامعي الطوابع البريدية الجزائرية أحمد العروي مساسا بهذه الشخصية العظيمة و للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي ،واهنة صارخة لتاريخ الجزائر. حيث كان بإمكان تفادي كل هذه الأخطاء التاريخية لو اقترب مسؤولو البريد الفرنسي من القائمين على شؤون قطاع البريد والمواصلات بالجزائر للتركيز والتنسيق حول الطابع البريدي الذي يحمل شخصية بارزة من التاريخ الجزائري، قبل إقدام بريد فرنسا على طبعه في شكل يمس التاريخ الجزائري. وكانت مؤسسة الأمير عبد القادر قد سبقت الخطوة الفرنسية في المحاضرة التي نظمتها منتصف الشهر الجاري بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد الأمير عبد القادر نشاطها مجموعة من المختصين ، ووصفت المؤسسة الخطوة الفرنسية بالخطيرة في حق شعب بأكمله. يشار إلى أن الشيخ الأمير عبد القادر ابن الأمير محيي الدين الحسني، يتصل نسبه بالإمام الحسين بن علي ولد في 23 رجب 1222ه / ماي 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر غرب العاصمة الجزائر، تمت مبايعته، ولقبه والده ب "ناصر الدين" لكنه اختار لقب "الأمير"، وذلك في 13 رجب 1248ه الموافق 20 نوفمبر 1832.