قالت صحيفة الشروق اليومي الجزائرية أمس ان الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، فتحت النار على تنظيم الإخوان المسلمين ومن ورائهم حركة مجتمع السلم، التي تعتبر أحد روافد هذا التنظيم العالمي في الجزائر، وذلك على خلفية ما وقع بمنطقة رفح بقطاع غزة بين حركة حماس الفلسطينية وجماعة أبي النور المقدسي التنظيم الإرهابي الذي يتزعمه عبد المالك درودكال المعروف ب "أبو عبد الودود"، وفي بيان على أحد مواقع الانترنيت المحسوبة عليه، عنونه "بيان بخصوص أحداث جريمة رفح"، هاجم بشدة حركة حمس وزعيمها الراحل محفوظ نحناح، واصفا مواقف هذا الأخير ب "المخزية" من الأزمة الأمنية التي عصفت بالبلاد خلال عشرية التسعينيات، والحركة التي أسسها ب" الخنجر المسموم الذي طعن ظهر الأمة المسلمة"، بما فيها حركة حمس الحالية، بحسب ما جاء في البيان. بيان الإرهابي درودكال اعتبر كل ما يمت بصلة إلى تنظيم الإخوان المسلمين العالمي، منحرفا عقائديا، بداية بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الفلسطينية، وحركة حمس الجزائرية. واعتبرت الجماعة السلفية تجربة حركة مجتمع السلم وقبلها حركة حماس في العمل السياسي الذي امتد على مدار 19 سنة كاملة، "كارثة من كوارث" تنظيم الإخوان المسلمين في الجزائر، مشيرة إلى أن تنظيم الراحل نحناح ومن بعده أتباعه الحاليين "لا يقبلون بنتائج الانتخابات إذا فاز فيها إسلاميون من غير حزبهم.. وما كان ذلك منهم إلا بغيا وحسدا من عند أنفسهم"، في إشارة للانتخابات التشريعية لمطلع التسعينيات. بيان التنظيم الإرهابي وفي موقف ينذر بتحول موقفها ومنهجها في التعاطي مع الأحزاب الإسلامية المنضوية تحت لواء التنظيم العالمي ل "الإخوان المسلمون"، طالب بوقف ما وصفه "مسلسل الانحراف السياسي والعقدي"، وإلا أصبح من الصعب، يضيف البيان، التمييز مستقبلا بين الأحزاب التي توصف ب "الإسلامية" وتلك المعروفة بكونها علمانية، وهو الفارق الذي يميز الجماعة السلفية للدعوة والقتال عن سليلتها الجماعة الإسلامية المسلحة التي سبق لها وأن كفرت المجتمع الجزائري برمته، وأهدرت دمه وارتكبت في حقه مجازر مروعة لا زال العالم شاهدا على بشاعتها. ونصبت الجماعة السلفية نفسها مدافعا من دون وكالة على السلفية والسلفيين الجهاديين، معتبرة ما حدث في المسجد الأبيض بمنطقة رفح في قطاع غزة "مجزرة كبيرة وجريمة نكراء فاقت كل تصور وصدمتنا أي صدمة ولا يسعنا معها السكوت"، واعتبرت ضحايا رصاص حركة حماس الفلسطينية "شهداء الأمة الإسلامية"، وما قامت به الحركة "لوثة عقائدية تتطلب تصحيحا فوريا لا يكون إلا بتقديم المتهمين بقتل أنصار الشيح أبي النور المقدسي، للمحكمة الشرعية".