CNN)-- أظهرت دراسة حديثة أن فحص دماغ المصابين بمرض ضعف الذاكرة الخفيف (MCI)، بأشعة الرنين المغناطيسي (MRI)، قد يحدد الحالات التي ستتطور لتصاب بمرض خرف الشيخوخة "الزهايمر"، وهو الأمر الذي عده العلماء فاتحة جديدة لمعرفة أسباب هذا المرض وسبل علاجه. وتعليقاً على نتائج الدراسة، التي نشرت في مجلة "جورنال أوف ريديولوجي" الأمريكية، أشار كبير مراسلي CNN الطبيب سانجاي غوبتا، أنها أظهرت التغيرات التي تطرأ على بنية الدماغ البشري، والتي تؤدي للإصابة بالزهايمر، حيث تبين أن المرضى الذين يعانون من تغيرات وتلف في أنسجة وخلايا دماغهم، هم الذين أصيبوا بهذا الداء. وبحسب رؤية غوبتا فإن المصابين بضعف الذاكرة الخفيف، الذين لم تطرأ تغيرات على بنية أدمغتهم، استمروا في حياتهم دون أن تسوء حالتهم ليصابوا بالزهايمر، وهو الأمر الذي يؤكد أنه لا توجد علاقة سببية بين المرضين. ومن جهة مرض ضعف الذاكرة الخفيف، أوضح غوبتا أن نتائج البحث أظهرت أن المصابين بهذا الداء ليسوا متماثلين بأي شكل من الأشكال، فقد تتطور الأمور عند بعضهم وتصاب أنسجتهم وخلاياهم الدماغية بالتلف، في الوقت الذي يبقى مرضى آخرون على حالهم. وختم غوبتا ملاحظاته على الدراسة مبيناً أنه يمكن للناس أن يقوموا بمجموعة من التمرينات لتقوية ذاكرتهم عند بلوغهم الشيخوخة، إلا أنه أوضح عدم وجود دليل حتى الآن على أن مثل هذه التمرينات قادرة على مجابهة الزهايمر وآثاره المميتة. يُذكر أنه لم يتمكن الأطباء حتي الآن، من تحديد سبب يمكن أن يؤدي بعينه إلى هذا المرض، و لكن نتيجة للأبحاث المستمرة منذ 15 عاماً، أمكن التعرف علي مجموعة من العوامل التي من الممكن أن تتشارك لتؤدي في النهاية إلي مرض الزهايمر. الأمر المؤكد لدى العلماء، هو أنه بمجرد ظهور المرض يكون قد سبقته عملية موت وتحلل طويلة تمتد لسنوات، لخلايا المخ المنوط بها حفظ المعلومات واسترجاعها. والسبب الأكثر دقة، هو ما أكده العلماء من أنه بتقدم العمر تترسب بروتينات نشوانية لها بنية تعرف ب" صفيحات بيتا المطوية"، وهي التي تتراكم داخل الخلايا العصبية المركزية، مما يؤخر التيارات العصبية أو يعطلها أو يدمر المسارات نفسها. ووفقاً للإحصاءات فإن عدد مرضى الزهايمر بلغ ما يزيد عاى خمسة ملايين حالة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها، ويتوقع أن يزيد هذا الرقم ليصل إلى 14 مليون مريض سنة 2050.