(CNN)-- فجّر تقرير نُشر مؤخراً فضيحة على مستوى الرعاية الصحية في الولاياتالمتحدة والعالم، حيث كشف أن مؤسسات التأمين الصحي تمتلك استثمارات بمليارات الدولارات في كبرى شركات تصنيع التبغ والسجائر، وهي تحصد المغانم منها ومن المرضى على حد سواء. وقد أقرّت معظم الشركات، الوارد ذكرها في التقرير، بأنها تساهم بالفعل في تلك الصناعة، في حين ذكر بعضها أن حجم مساهمتها "مبالغ به"، بينما رد الدكتور ويسلي بويد، المشرف على الدارسة، بالقول إن شركات التأمين: "تقدّم أرباحها على صحة الناس، ومن الواضح أنها أولوياتها تتمثل بجني المال عوض التركيز على الصحة العامة." وذكر التقرير الذي أعده خبراء من جامعة هارفرد ونشرته مجلة "نيوإنجلد" الطبية أن مؤسسات التأمين لم تلتزم بالمناشدات التي وجهت لها لتنويع استثماراتها خارج شركات التبغ مثل "رينولدز أمريكان" و"لوريلارد" و"فيليب موريس." وبحسب التقرير، فإن شركات التأمين عثرت على وسائل للاستفادة من المرضى وشركات التبغ على حد سواء، فمن جهة تستفيد من المشتركين الذين يسددون اشتراكاتهم دون التعرض لأمراض، ومن جهة أخرى، تقوم باستثناء المدخنين من برامجها التأمينية، أو تفرض عليهم دفع رسوم إضافية. واعتمدت الدراسة على قاعدة بيانات تدعى "أوسيريس،" وتعنى برصد تحولات الأسهم بشكل يومي، حيث ثبت أن شركة "برودنشيل المالية" التي تقدم خدمات التأمين الصحي والتأمين على الحياة تستثمر 260 مليون دولار في أسهم شركتي "رينولدز" المصنعة لسجائر "كاميل" وشركة "فيليب موريس" المصنّعة ل"مارلبورو." أما شركة "صن إنشورنس" الدولية، فقد ذكر التقرير أنها تستثمر أكثر من مليار دولار في شركات التبغ، وهو أمر اعترضت الشركة عليه، مشددة على أن المبالغ التي وظفتها في هذا القطاع أدنى من ذلك، وفقاً لمجلة "تايم." وحاولت شركات أخرى التملص من نتائج الدراسة بالقول إنها لا تستثمر تلك الأموال لمصلحتها الخاصة، بل لصالح شركاء في محافظها.