قالت وكالة الأبناء الصينية شينخوا) امس على موقعها : رسمت التعديلات التى أجراها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز أمس (السبت) ، وطالت عددا من الوزارات وقطاعات اقتصادية وتعليمية وعسكرية بنظر مراقبين كثيرين، ملامح سياسة جديدة للتعامل مع تحديات المرحلة الراهنة داخليا وخارجيا. ولما كان هذا التعديل الوزاري الأول من نوعه بهذا الحجم الكبير في عهد الملك منذ توليه الحكم قبل أربع سنوات، فأن هناك ثمة اتفاق فى الأوساط السياسية والإعلامية السعودية على أنه جاء في وقته لتزايد الحاجة لضخ دماء جديدة تستطيع النهوض بأعباء خطط التنمية واستكمال مسيرة البناء والاستفادة من الخبرات المختلفة عبر التدرج في المناصب. وبرغم شمولية هذه التغييرات لقيادات في قطاعات مختلفة، إلا أنها بحسب المراقبين حرصت على أن توفر للمرحلة القادمة بعض قيادات المرحلة السابقة في توازن دقيق بين الرغبة في التغيير وضمان الاستقرار. وأكد المراقبون أهمية ارتقاء القيادات الجديدة إلى مستوى الثقة وتطلعات المواطنين بالنهوض بمسئولياتهم وترجمتها إلى واقع ملموس على أرض الواقع ضمن منظومة الإصلاح السعودي الشامل. وكان اللافت في هذه الإجراءات تعيين امرأة سعودية (نورة الفائز) لتولي منصب نائب وزير التعليم لشئون البنات في خطوة غير مسبوقة في مثل هذا المنصب الرفيع، الأمر الذي اعتبر مؤشرا لتغييرات نوعية قادمة في المجتمع السعودي المحافظ. ويبدو أن هناك شبه إجماع في الأوساط السعودية على أن هذا التغيير الذي طال مستويات قضائية وإدارية، وعسكرية وغيرها فرضته طبيعة المرحلة بالتوجه نحو التحديث دون الإخلال بالثوابت والمرتكزات التي قام عليها تأسيس الدولة وتاريخها العريق. وبالنظر إلى مسيرة التطورات التي شهدتها السعودية منذ تولي الملك عبد الله الحكم عام 2005 تبرز العديد من الشواهد على انتهاج سياسات جديدة تركز على البناء الداخلي وتعزيز وحدة المجتمع وتوجه لبناء منظومة كبيرة في الميدان الصناعي والمعرفي، وإعادة هيكلة التعليم باختصاصاته المتعددة، وإرساء مشروع المدن الصناعية. ولم تقتصر هذه التوجهات على جانب البناء المادي فحسب بل شملت كذلك ترسيخ الحوار الوطني بين أطياف المجتمع بعيدا عن المذهبية والقبلية ويمتد إلى آفاق أرحب إلى حوار الأديان على المستوى العالمي، فضلا عن إطلاق مبادرات جريئة للمصالحات العربية والإسلامية تأكيدا على أن الهم الداخلي لن يشغل السعودية عن الاضطلاع بدورها إقليميا ودوليا. إن السعودية بهذه التعديلات دخلت مرحلة جديدة هي الأهم على الإطلاق بحسب الكثير من المراقبين لاعتبارات داخلية وعالمية جديدة ويعول على المواطن كثيرا في جني ثمارها من خلال مشاركة جماعية في بناء مستقبل واعد للأجيال القادمة.