تعمل إحدى المهندسات الأمريكيات المتخصصات في الحركة الميكانيكية على دراسة التكوين البيولوجي للحلزونات وأسلوب حركتها القائم على نقل السوائل داخل جسمها بصورة تسمح لها بالحركة في الاتجاهات كافة، وذلك بهدف الاستفادة منها في بناء رجل آلي "روبوت" يتمتع بانسيابية حركة مرنة. وقالت المهندسة أنيت هوسوي رئيسة دائرة الهندسة الميكانيكية في مختبرات معهد التكنولوجيا بجامعة ماساتشوستس، إن أبحاثها تهدف إلى معرفة أسرار السائل اللزج الموجود في التركيبة العضلية للحلازين، والذي يمنحها مرونة في الحركة. وقالت إنها فكرت - إلى جانب طلابها - "في كيفية بناء روبوت قادر على التحرك بمرونة الحلزونات" التي تستطيع السير على جميع الأسطح تقريباً، مثل الزجاج والجدران ولحاء الأشجار، إلى جانب قدرتها على تعديل سيرها في كل الاتجاهات. وتُعتبر هوسوي واحدة من بين مجموعة علمية تبحث في إمكانية استخدام بنية مجوعة متنوعة من الحيوانات والحشرات، وفي مقدمتها الجنادب والخنافس والصراصير. وتشير أخصائية الهندسة إلى أن الرجل الآلي الذي ستبنيه تحت اسم "روبوحلزون" في المستقبل سيعمل في أماكن يصعب الوصول إليها، كآبار المياه والنفط على عمق مئات الأمتار، أو في العمليات الجراحية. كما تؤكد أنها مطلعة على تجارب بناء روبوتات تشبه السلاحف أو الأسماك، مضيفة أن تقليد حركة المخلوقات المختلفة تمنح الآلات قدرات استثنائية على التحرك. يذكر أن جامعة كاليفورنيا تضم قسماً خاصاً بهذا الجانب من الهندسة الميكانيكية، يرأسه الدكتور روبرت فيل، الذي يقوم طلابه بنسخ وتسجيل آليات الحركة لدى عدة مخلوقات للاستفادة منها في صنع روبوت قادر على الجري أو القفز أو الزحف. ويركز جانب من الأبحاث على معرفة أسرار الحركة العضلية للسحلية التي يمكنها السير على الأسقف، والفرار من مطارديها بسرعة تبلغ متراً واحداً في الثانية. وقد ساعد اكتشاف فيل أن حركة السحلية تعتمد على آلاف الشعيرات الصغيرة المنتشرة على قوائمها في بناء روبوت مماثل، بمقدوره تسلّق بعض الأسطح، كالنوافذ والجدران.