كانت الضربة موفقة في زاويتها واندفاعها فأصابت الوزغة إصابة مباشرة. وأثناء سقوطها بدأت تمارس بعض الحيل العجيبة: التوت بحركة بهلوانية رائعة لتحول مركز ثقلها بعيدا عن الجدار وذلك للمحافظة على توازنها بشكل يسمح لها بالهبوط على أرجلها. ثم تخلصت أيضا من ذيلها بالكامل، والذي تحرك بانفعال وكأنه وزغة ثانية... طبعا هي حيل دفاعية تبدو وكأنها «بكش» زواحف. «يعني يعني» أن ذلك التمويه سينقذها من ضربتي. وهناك الآلاف من الزواحف التي تلجأ إلى الأساليب المشابهة، وبعضها يتميز بأساليب دفاعية عجيبة ومرعبة نسبيا. إحداها اسمها Phrenosoma Coruntum على وزن «فين كنتم» تطلق نافورة من الدم السام نحو من يهددها. والغريب أن هذه النافورة العجيبة تخرج من عيون الوزغة...تخيل مقدار الرعب؟ وزغة، ونافورة دم من عيونها، وكمان سامة؟ وبالمناسبة فهي تتغذى على أنواع من النمل السام، وبالتالي فلديها القدرة على تخزين السموم في دمها وسبحان الخالق العظيم. وهناك بعض أنواع الضفادع واسمها Pleurodeles Waltl على وزن «بلور» و «غلس» و«سطل» وتتميز بضلوع حادة أشبه بالخناجر. طبعا الضلوع مخفية بداخل جسمها، ولكن لو هوجمت، تقوم بتقويص ظهورها تقويصا عجيبا، وتكتم أنفاسها لدرجة أن الضلوع تكسر جلدها فتخرج «الخناجر» من جوانبها لتجرح مهاجميها وتجرحها أيضا. ولا تكتفي بذلك فتنتج أيضا عصارة سامة لتتغلغل بداخل جرح من يهاجمها. أغرب من الخيال. وأما في عالم الحشرات فبعض من غرائب حيلها تشمل «الخنفساء القاذفة» Bombardier Beetle التي تنفرد بين جميع المخلوقات في إخراج سائل حارق من مؤخرتها ليصيب أي مهاجم. ولديها دقة عجيبة في إصابة الهدف في مدى يصل إلى عشرة أمثال طولها حسب بعض التقديرات. وبتغطية زاوية تصل إلى حوالى 330 درجة حولها. وهناك المزيد فالسائل الحارق يخرج على درجة 100 درجة مئوية. وتبدو هذه وكأنها من المستحيلات لأن أجسام المخلوقات لا تستطيع أن تولد أو أن تتحمل هذه الحرارة الهائلة. والسر هنا هو أن الله عز وجل قد وهب هذه الحشرة مجموعة مواد كيماوية غير خطرة بحد ذاتها، ولكن عندما تخلطها الخنفساء بمجموعة إنزيمات في وعاء في مؤخرة جسمها، تصبح توليفة حارقة تخرجها بضغط عال وكأنها محرك نفاث. ولهواة الهندسة فهناك أبحاث تنظر في الاستفادة من هذه الخنفساء في تطوير تقنيات المحركات النفاثة في جامعة «لفبورو» في بريطانيا. وأما لهواة الكيمياء فالمواد الحارقة تتكون من مكونات أهمها «الهيدروكوينين» و «بيروكسايد الهيدروجين» ومجموعة اينزيمات لتيسر تفاعلهما. ولهواة السلوكيات العجيبة نجد من يضحي بنفسه دفاعا عن المجموعة وأشهرها النحل التي لا تتردد في القرص لحماية زميلاتها علما بأن ذلك يمثل التضحية الكبرى. فعندما تقرص النحلة تفقد الغالي وتموت. وخلال الشهر الماضي تم اكتشاف تقنية صناعة قوارب تصنعها مجموعات النمل الأحمر للطفو في حالات الطوارئ. الغريب أن هذه القوارب مصنوعة بالكامل من أجساد النمل أنفسهم وسبحان المدبر العظيم. أمنية هناك ما هو أهم وأغرب من كل هذا في عالم البشر: تأمل في مشكلة ندرة حيلة الأبرياء في عالمنا؟ وخصوصا أولئك الذين يقعون ضحايا لمن يريدون التمسك بكراسيهم على حساب الخسائر المدنية كما نشاهد في الأخبار اليومية. للأسف أن الغلابى العزل يقعون تحت ظلم بعض الحكام الذين يرسخون ثقافة الفقر والجهل في بلدانهم، ثم يرسخون مبادئ التضحية بالأبرياء في سبيل تثبيت حكمهم. أتمنى أن ينصر الله كل من لا حيلة لهم في كل مكان. وهو من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة