أكدت تقارير عسكرية أمريكية وجود خلل فاضح في شبكة الدفاع الجوي الأمريكي المحلي في الوقت الحالي، بسبب نقص الطائرات المقاتلة المخولة القيام بالمهام العسكرية، وذلك بسبب تجميد عمل كامل أسطول الطائرات من طراز F-15، مما يجبر واشنطن على الاستعانة ببعض حلفائها لضمان أمنها. وتقول التقارير أن القوات الأمريكية في ألاسكا تستعين حالياً بالجيش الكندي لمساعدتها، فيما يؤكد خبراء أن الفترة الحالية تشهد حدثاً غير مسبوق في التاريخ العسكري الأمريكي، وذلك باعتماد سلاح الجو كلياً على طراز واحد من الطائرات هو F-16. وتأتي هذه التطورات الأمنية الأمريكي بعد وقف كافة طلعات طائرات F-15 منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، وذلك بعدما تعرضت إحدى الطائرات من هذا الطراز إلى حادث، تفككت خلاله في الجو أثناء طيرانها، قبل أن تتحطم في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني. وقد أظهرت التحقيقات التي أجرتها الوكالات المختصة في سلاح الجوي الأمريكي وجود "مشكلة محتملة في صلاحية الطيران على مستوى كامل الأسطول" لطائرات F-15، مما قاد إلى تجميد كافة رحلات 450 طائرة من هذا الطراز تشكل العامود الفقري للدفاع الجوي الأمريكي. وتنتشر تلك الطائرات في 12 قاعدة موزعة على امتداد الولاياتالمتحدة، ومن مهامها الأساسية التصدي لأي تهديد جوي يعترض الولاياتالمتحدة، ومواجهة الحالات الطارئة مثل اختطاف الطائرات. وتكمن صعوبة توزيع مهام عمل طائرات F-15 على سائر طرز الأسطول الجوي حالياً في واقع أن القسم الأعظم من طائرات F-16 مسخرة للعمليات العسكرية في العراق وأفغانستان، فيما ما تزال أعداد المقاتلة الجديدة من طراز F-22 محدودة للغاية. ويقول مايك ستيكلر، الناطق باسم "قيادة أمريكا الشمالية للدفاع الجوي،" التي تدير عمليات مشتركة لأسلحة الجو الكندية والأمريكية: "نقوم حالياً بتغطية الفراغ الحاصل، لكن هذا سيقود بالتأكيد إلى بعض الإرهاق، فنحن ننشر مواردنا بصورة أكبر مما نرغب،" على ما أوردته الأسوشيتد برس.