استقبلت وزارة التعليم مؤخراً وفداً من المعلمين والمعلمات الصينيين في إطار برنامج التبادل الثقافي والتعليمي بين السعودية والصين، وهو جزء من جهود البلدين لتعزيز التعاون الثقافي والتربوي. ورغم الترحيب الحار من الجانب السعودي وتفاؤل الجميع بمستقبل هذا التعاون، فإننا استقبلنا الوفد الصيني بلوحات ترحيبية باستخدام ترجمة غير دقيقة التي اعتمدت بشكل أساسي على اللغة الصينية التقليدية. رغم أن اللغة الصينية التقليدية كانت معتمدة في الماضي، فإنها الآن ليست اللغة الرسمية في الصين. اللغة الصينية المبسطة التي تم تطويرها في منتصف القرن العشرين لتسهيل التعلم وزيادة معدلات القراءة بين السكان، أصبحت اللغة الرسمية في الصين. وهي التي يفهمها ويتحدث بها معظم الصينيين اليوم. خلال استقبالنا للوفد الصيني، ظهرت بعض النصوص المكتوبة بالصينية التقليدية على بعض اللوحات الترحابية، مما أظهرنا بشكل محرج أمام المعلمين والمعلمات الصينيين الذين اعتادوا على استخدام اللغة المبسطة. خصوصاً أن بعض الرموز التقليدية تحمل معاني مختلفة أو قد تكون غير مفهومة بالكامل للمواطنين الصينيين الذين ولدوا ونشأوا في البر الرئيسي للصين. إلى جانب هذه المشكلة اللغوية، كانت هناك أيضاً أخطاء واضحة في الترجمة المتعلقة بالمصطلحات المستخدمة في الترحيب والتواصل. على سبيل المثال، في لافتة ترحيبية وُضعت في مقر إحدى إدارات التعليم، كُتبت عبارة « » (ني هاو)، وهي عبارة تُستخدم في اللغة الصينية للإشارة إلى التحية للمفرد. هذا الاستخدام قد يبدو بسيطاً، ولكنه في الواقع يعكس عدم الدقة في الترجمة، خصوصاً أن هذه اللافتة كانت موجهة للوفد بأكمله، مما كان يستدعي استخدام عبارة ترحيبية تشمل الجميع. في اللغة الصينية، هناك اختلافات دقيقة، ولكنها مهمة بين استخدام العبارات للمفرد والجمع، ومن المهم أن تكون الترجمة صحيحة للتعبير عن الاحترام والتقدير للوفد بأكمله. من الأخطاء الأخرى التي برزت خلال هذه الزيارة، الاعتماد الكبير على أدوات الترجمة الآلية مثل «قوقل ترانسليت». في حين أن هذه الأدوات قد تكون مفيدة في بعض الحالات، إلا أنها لا تستطيع دائماً تقديم ترجمة دقيقة أو تأخذ بعين الاعتبار السياق الثقافي واللغوي، وفهمًا عميقًا للثقافة واللغة الصينية. هذه الأخطأ أثارت تساؤلات لماذا لا تنسق وزارة التعليم وتتعاون مع خريجي الصين، وخصوصاً المتخصصين في اللغة الصينية. الذين تابعوا طريقة استقبال إدارات التعليم للمعلمين الصينيين، وفي بالهم تساؤلات لماذا لم تتم الاستعانة بهم خصوصاً في حفل الاستقبال الذي يعطي انطباعاً أولياً عن اهتمامنا بهم. هناك عديد من الطلاب السعوديين الذين قضوا سنوات في دراسة اللغة الصينية بالجامعات والمعاهد المتخصصة، ويمتلكون فهمًا عميقًا لهذه اللغة وثقافتها. تجاهل وزارة التعليم لأبنائها خريجي الصين والمتخصصين باللغة الصينية أدى إلى وقوع هذه الأخطاء التي كان من الممكن تجنبها بسهولة لو تمت استشارتهم أو طلب التطوع من قبلهم للعمل على حفل استقبالهم. هذه التجربة تسلط الضوء على أهمية الانتباه للتفاصيل اللغوية والثقافية. التي يمكن للمبتعثين خريجي الصين العمل عليها لضمان تجربة أفضل وأكثر فعالية للجميع، وتحقيق الأهداف المشتركة بين البلدين في مجال التعليم والتبادل الثقافي. نقلا عن الوطن