تمتاز المملكة بتاريخ عريق وموروث ثقافي غني، وفي الوقت ذاته يمتلك المواطن السعودي قيما متجذرة، تظهر بوضوح من خلال الوحدة الوطنية والتعاون بين المواطنين وثقافة العطاء، كما أن هناك ركيزة ظهرت مع الرؤية السعودية 2030 هي التنوع في الأدوار والمهن لبناء الاقتصاد الوطني بمفهوم تقدمي وعالمي. في ظل السياق الحالي للتطور والنهضة التي نشهدها تبرز مفاهيم تعد أساسا للبنية التحتية لنهضتنا كسعوديين، وهي الوحدة الوطنية تحت قيادة الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان، التي تعد من أهم العوامل التي تضمن قوة الوطن واستقراره، كما أن الوحدة الوطنية تكتسب قوتها من تعاون وتكاتف المواطنين من أجل مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات وتشكل الأساس الذي تقوم عليه دولتنا، بدليل أن الهوية الوطنية قوية ومتماسكة، فالجميع يشعر بالفخر والانتماء للوطن وفي الوقت ذاته الدولة مستمرة في ضمان مستقبل زاهر ومستدام عبر توفير أمان اجتماعي واقتصادي، فضلا عن القوة الدفاعية التي تحمي الوطن عسكريا وسياسيا. أما ثقافة العطاء فالشعب السعودي يتميز بعديد من القيم والمبادئ التي تحتضنها الثقافة السعودية، وربما تأتي ثقافة العطاء على رأس القيم، فالعطاء لدى السعوديين ليس مظهرا من مظاهر الكرم والسخاء، لكنه تجسيد حقيقي لأصالة وعمق الروح السعودية التي نقلتها الأجيال منذ القدم. في أصل الشعب أنه يقع في الصحراء، حيث عاش الناس ظروفا قاسية، ورغم ذلك استطاعوا أن ينموا فيها مفهوم العطاء والمشاركة، في الصحراء يعد الماء والغذاء من السلع الثمينة، لكن أهل المملكة لم يترددوا يوما في مشاركة ما يملكون مع الغرباء والزوار، فمكة نموذج ونجد نموذج، وجميع مناطقنا جنوبا وشمالا وشرقا وغربا تحمل ثقافة العطاء بلا استثناء. أما على الساحة الدولية فقد أظهرت المملكة تقديرا لثقافة العطاء من خلال مساعداتها الإنسانية للدول والشعوب المحتاجة، نتيجة للكوارث الطبيعية أو الأزمات الإنسانية، فثقافة العطاء في المجتمع السعودي ليست مجرد عادة موروثة أو ممارسة تقليدية، بل تجسيد للقيم والأصالة التي يحملها الشعب السعودي في قلبه، وتمثل روح الخير والمشاركة مع الآخرين في الخير العام محليا وعالميا. هناك ركيزة مستمرة في التشكل ولا سيما بعد رؤية 2030، التي تسعى لتحقيق نهضة مستدامة في مختلف المجالات، يأتي دور التنوع المهني والوظيفي الشامل، وهذا التنوع يثري الوطن بموارده البشرية، فمثلا التنوع في مجالات الطاقة والصناعة والسياحة والتقنية بالكوادر البشرية النوعية يوفر فرصا مستدامة للاستثمار والابتكار، وبالتالي يسهم في سرعة نمو اقتصادنا واستدامته. ختاما، ركائز التقدم لدينا ليست مجرد مفاهيم نظرية، بل حقيقية ملموسة تحس وترى في حياة الناس اليومية. يعد التنوع في الأدوار والمهن والوحدة الوطنية والتعاون المتجذر بين المواطنين، إلى جانب ثقافة العطاء، عوامل تميز المملكة وتجعلها قوة ناشئة على الساحة الدولية، واستمرارية التزام المملكة بهذه القيم وتعزيزها يضمن لها مستقبلا مشرقا، مدعومة بالشباب والتعليم والاهتمام بالمرأة والابتكار والتقنية والشراكات الدولية والرياضة والاستثمار الفعال. نقلا عن الاقتصادية