أجزم أن الأمير محمد بن سلمان قائد متفرد، حيث أصبح رمزا عالميا للتغيير السريع المتزن والتمكين وعراب التنمية. ويحظى الأمير محمد بن سلمان بثقة خادم الحرمين الشريفين، وتأييد وحب كبير من الشعب السعودي، وأصبح أيقونة للإبداع والإنجاز الخارق، ولتحقيق المستحيل لطموحاتهم، ولذا يساندونه بحب في استكمال رؤيته في التغيير، وحلمه لتصبح السعودية في مقدمة دول المنطقة والعالم، لا سيما وأن النواتج للرؤية تشير بالتقدم في كل المؤشرات العالمية. الفكر الاجتماعي للأمير محمد بن سلمان: أولا: اهتم في المقام الأول بالتفكير النافع اجتماعيا، حيث الاهتمام والتركيز على الحياة الاجتماعية العامة للإنسان في مجتمعه ومشكلاته، وقد لامس احتياجات جميع فئات المجتمع، وذلك من خلال تبنيه لخطة التنمية المستدامة ورؤيته 2030. ثانيا: محاربة التفكير الاجتماعي السلبي، يتصف التفكير الاجتماعي السلبي بالأنانية، وعدم الاكتراث بالرفاهية العامة، وما إلى ذلك. في هذا النوع السلبي من التفكير الاجتماعي لا تؤخذ رفاهية الأغلبية في الاعتبار، بل مصالح القلة إما في السلطة أو أولئك الذين يمكنهم التلاعب بالوضع لصالحهم ويستفيدون من الوضع فقط، وهذا ينطبق على: (ما سمي بالصحوة). وللصحوة تأثير سلبي كبير على جميع الصعد في المجتمع السعودي، إذ شهدت البلاد انقسامات فكرية لكل ما يخص المجتمع من قضايا اجتماعية وثقافية وغيرها، وأثر على المشهد الثقافي وعلى تفعيل دور المرأة وعلى دفع عجلة التنمية بكل الاتجاهات وتأطير للسعودية عالميا (كصورة ذهنية) في صنع الإرهاب. وقد كان هذا المنحنى الخطير حاضرا وبقوة في فكر الأمير محمد بن سلمان منذ البداية، ويعلم بأن اجتثاث هذا التطرف لا بد منه لكونه بمثابة حاجز من الانعزال عن العالم، وعن جودة الحياة الاجتماعية للمجتمع، وعرقلة التنمية، وانحسار دور المرأة. وقد وعد سمو الأمير محمد بن سلمان عما أسماه الحالة غير العادية وغير الطبيعية التي تعهد «بتحرير المجتمع السعودي» من تلك الحقبة وإعادة السعودية لما كان عليه قبل 30 عاماً، وقد تم محاربة التطرف والإرهاب فكريًا وإعلاميًا ورقميًا، واجتثه اجتثاثا لتعزيز قيم التعايش والتسامح بين والتنمية الشاملة للوطن وتحقق ذلك بخطوات سريعة مدروسة ومتزنة وبدعم مجتمعي كبير داخليا وأيضا خارجيا. ثالثا: الفكر الاجتماعي العلمي، والآن نعيش بداية نتاج التفكير الاجتماعي العلمي لسمو ولي العهد وبتوجيهات سيدي الملك سلمان -حفظهما الله-، هذا النوع من التفكير الذي يعزز الرفاهية الجماعية والنهوض بالمجتمع. ومع تولي العهد للأمير محمد بن سلمان، شهدت المملكة العربية السعودية قرارات غير مسبوقة، إذ سمحت للمرأة بقيادة السيارة، وإعادة فتح صالات السينما بعد 40 عاما من الحظر، كما سمحت للنساء بدخول الملاعب للمرة الأولى، لتأتي الإشادة من منظمات ودول على هذه القرارات التاريخية، وتمت إصلاحات اجتماعية كثيرة تعزز مشاركة المرأة دون التمييز بين الجنسين، ومنها ما يتعلق بحقوق المرأة كالمساواة بين الرجل والمرأة خاصة فيما يخص الحقوق والفرص والأجور، وإنهاء قانون الولاية على المرأة، وإعطائها الحق باستخراج جواز سفر، والابتعاث والتعليم العالي لوحدها ما إن تبلغ سن 21 عامًا، وهو ما سمح للمرأة السعودية بدخول السلك الدبلوماسي والعديد من المجالات التي فتحت أمامها ولم تكن متاحة سابقا حتى ولو بطرح الفكرة وأتيح لها تولي مناصب عُليا في الدولة. لتعلن رسميا بداية عهد جديد، وبأن فترة الصحوة أصبحت من التاريخ. ملامح الفكر الاجتماعي لسمو ولي العهد في رؤية السعودية 2030: بداية يُركز الفكر الاجتماعي على معرفة ما هو النموذج المثالي للمجتمع، وكيف يمكننا تحقيقه، ارتكازًا على أفكار سياسية ومعتقدات وآراء لكل منها. ويُعد الفكر الاجتماعي نوعا من التفكير الذي يحلل العناصر المختلفة للمجتمع الذي يعيش فيه الشخص. كما إنه يتضمن أيضًا كل تلك الأفكار التي لدى الشخص لحقيقة الانتماء إلى مجتمع معين. من ناحية أخرى، فإنه يتضمن أيضًا كل تلك الأفكار التي لدى الشخص لحقيقة الانتماء إلى مجتمع معين وهذا واضح جليا في إنجازات سمو ولي العهد في بناء السعودية الجديدة برؤية شاملة ومستدامة. نستطيع تحديد بعض ملامح الفكر الاجتماعي لسمو ولي العهد -حفظه الله- من خلال رؤية المملكة العربية السعودية 2030 والعديد من الإنجازات الاجتماعية التي عكست اهتماما فكريا بقضايا غاية في الأهمية للمجتمع السعودي، وسيتم عرض أبرزها فيما يلي: بداية يُركز الفكر الاجتماعي على معرفة ما هو النموذج المثالي للمجتمع، وكيف يمكننا تحقيقه، ارتكازًا على أفكار سياسية ومعتقدات وآراء لكل منها. رسم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رؤية المملكة 2030 في عام 2016م بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- كخارطة طريق استراتيجية لتحقيق طموحات وتطلعات المملكة، حيث شكلت مرحلة تحول تاريخية غير مسبوقة في مختلف المجالات والقطاعات للمملكة بالاستفادة من مكامن القوة الاجتماعية والسكانية والاقتصادية الفريدة للمملكة والارتقاء بها لتتولى المكانة الرائدة التي تستحقها في المنطقة والعالم. ركزت الرؤية على ثلاثة محاور هي: المجتمع الحيوي والاقتصاد المزدهر ووطن طموح، وقد أطلقت عشرات البرامج والمبادرات بمختلف القطاعات والمجالات للوصول لأهداف الرؤية، لكن هنا سأركز على التنمية الاجتماعية، حيث تبقى هي محور الاهتمام الرئيس في مخرجات رؤية 2030، وما كان من تأثير للفكر الاجتماعي لسمو ولي العهد عليها والذي تصب فيه أغلب نتائج ما أطلق من برامج في هذا الشأن، فالهدف تعزيز قدرات المجتمع وتغطية احتياجاته للنهوض والاستفادة من كل الطاقات الممكنة، فالاستثمار بالمواطن ركيزة أساسية لإنجاح الرؤية، ويولي خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين -حفظهما الله- قطاع التنمية الاجتماعية اهتماما بالغا لكونه يعنى بصورة مباشرة بالمواطن، حيث يتم الدعم والتطوير المستمر للبرامج الاجتماعية للوصول بالمنافع لكافة شرائح المجتمع وخاصة الفئات الأكثر احتياجا. وتم تطوير نظام الضمان الاجتماعي لتحقيق الكفاءة بنفقاته والوصول للمستفيدين المستحقين بمعايير ميسرة وتعظم الأثر من البرنامج والذي مر بأهم تطوير منذ إنشائه قبل عدة عقود، كذلك التحول بمنظومة القطاع غير الربحي الذي ارتفعت عدد المنظمات المرخصة فيه لأكثر من سبعة آلاف منظمة بنسبة نمو فاقت 160 %، وفي العام 2021 كانت نسبة نموها 88 %، للوصول لأهداف الرؤية بتحقيق نسبة تأثير هذا القطاع إلى 5 بالمائة من الناتج المحلي عام 2030 بدلاً من أقل من 1 بالمائة حالياً، وقد تحقق النجاح بتأهيل مستفيدي الضمان لنقلهم من الحالة الرعوية إلى الإنتاجية، حيث فاق من استفادوا من هذا الدعم والمساندة أكثر من 70 ألف مواطن عام 2021، بالإضافة برامج لدعم فئات عديدة بالمجتمع، مثل: رعاية كبار السن وذوي الإعاقة والعاطلين عن العمل، ورعاية حالات اجتماعية عديدة، مثل: الأيتام والأرامل. وأيضاً تأسست اللجنة الوطنية للمسؤولية الاجتماعية، مما أثمر عن مشروعات عديدة قدمها القطاع الخاص بمجالات اجتماعية وصحية وإسكانية بمختلف مدن المملكة، وقد انخفضت بطالة النساء من 34 بالمائة إلى 20 بالمائة. ولما للعمل التنموي من تحقيق الاستقرار الاجتماعي للمجتمع ولتوسيع نطاق أثر هذا القطاع، عملت الرؤية على تطوير الأنظمة واللوائح اللازمة لتمكين الجمعيات والمؤسسات الخيرية، وتوجه الدعم الحكومي إلى البرامج ذات الأثر الاجتماعي، وتم إقرار نظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية ونظام الهيئة العامة للأوقاف والذي سيكون له عظيم الأثر في تمكين القطاع غير الربحي من التحوّل نحو المؤسسية، والعمل على تعزيز ذلك بدعم المشروعات والبرامج ذات الأثر الاجتماعي، وتسهيل تأسيس منظمات غير ربحية للأسر وأصحاب الثروة بما يسهم في نمو القطاع غير الربحي بشكل سريع، والعمل على تهيئة البيئة التقنية المساندة، مع العمل على تعزيز التعاون بين مؤسسات القطاع غير الربحي والأجهزة الحكومية. وتم دعم إنشاء المنصة الوطنية للتبرعات ومنصة التطوع وكذلك المؤشر الوطني لقياس العطاء، مما يعزز التكافل الاجتماعي ويمأسسه. وضمن رؤية المملكة هدف برنامج التحول الوطني إلى دعم نمو الأسر المنتجة وزيادة مساهمتهم في الناتج المحلي من خلال تقديم حلول تمويلية ل 62,865 مستفيدا في مختلف مناطق المملكة، واعتماد لائحة الأسر المنتجة وتفعيلها، مما ساهم في تدريب الأسر المنتجة وتأهيلها وتسويق منتجاتها، وتنظيم أوضاع الأسر المنتجة، وضبط طريقة عملها لجعلها كيانات مستقلة بذاتها، وتحويل شريحة من الأسر من مستفيدة إلى منتجة. أبرز إنجازات الأمير محمد بن سلمان: قدم الأمير محمد بن سلمان إنجازات مميزة قادت المملكة العربية السعودية للأمام منذ تعينه وليًا للعهد، وذلك من خلال إنشاء برامج ومشروعات تهدف إلى تطوير المملكة على المستويين المحلي والعالمي، بالإضافة إلى ذلك مساهمة المملكة في بناء عدّة هيئات لحمايتها من المتطرفين ومحاسبتهم وفيما يأتي أبرز الإنجازات التي قام بتحقيقها إلى الآن: مشروع رؤية المملكة 2030: * مشروع رؤية المملكة 2030، طرح الأمير محمد بن سلمان مشروع رؤية المملكة 2030 في 25 نيسان/إبريل لعام 2016م، ويهدف إلى تنفيذ إصلاحات هيكلية لإخراج المملكة من اقتصادها المعتمد على النفط، بالإضافة إلى ذلك فتح المملكة أمام مصادر متنوعة من الدخل وأنواع متعددة من الاستثمارات، وفيما يأتي أبرز الإنجازات التي قدمت من خلال رؤية المملكة 2030. بناء أنماط صحية تخدم الحجاج، والمعتمرين، والسياح من جميع أنحاء العالم. احتضان المملكة للمواقع الأثرية الموجودة فيها، والحفاظ عليها، بالإضافة إلى ذلك إدراجها في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي. تنمية صندوق الاستثمار العام، وزيادة مساهمة الشركات الصغيرة والناشئة في الناتج المحلي العام. تنشيط الترفيه في المملكة، قدم الأمير محمد بن سلمان فكرة لإطلاق شركة ترفيه تهدف إلى إبقاء المواطن السعودي في البلاد بدلًا من سفرهم إلى الخارج بهدف السياحة والترفيه، بالإضافة إلى ذلك جذب السياح للمملكة من جميع أنحاء العالم. إنشاء صندوق الاستثمارات العامة، حرص الأمير محمد بن سلمان على زيادة الاستثمارات في المملكة من خلال إنشائه لصندوق ضخم مهمته تطوير المشروعات الضخمة للمشاركة في تحفيز اقتصاد المملكة، ومن المشروعات التي يشملها هذا الصندوق مشروع «أمالا»، ومشروع «نيوم»، بالإضافة إلى مشروع البحر الأحمر، ومشروع القدية. مكافحة الفساد، لم يكتفِ سمو ولي العهد محمد بن سلمان –رعاه الله– كونه هو من تولى وترأس حملة مكافحة الفساد فقط، إلا أنه عمل على استرداد كل ما تم سرقته أو اختلاسه من أموال الوطن وإعادته إلى خزانة الدولة مرة أخرى، وقد قوبل ذلك بدعم ومساندة كبيرة من أبناء المملكة والتي أظهرت نجاحاته المتتالية ومعبرة عن محبته. الفكر الاجتماعي للأمير محمد بن سلمان في استخدام مظاهر القوة الناعمة السعودية في رؤية المملكة 2030: تم استخدام القوة الناعمة، حيث تعتبر أسلوبًا مهمًا في التأثير على العقول وكسب العواطف، ومعرفة سلوك الشعوب واتجاهاتها وميولها. وتعتبر المملكة العربية السعودية نموذجًا مهمًا للدول التي تتمتع بعناصر القوة الناعمة، سواء في صورها التقليدية ممثلة في المكانة الدينية الرائدة كونها مهبط الوحي أو في النفط بوصف المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم، أو على صعيد الدور الإنساني من خلال المساعدات التي تقدمها مملكة الإنسانية لإغاثة ومساندة المنكوبين. وقد تبنت القيادة الرشيدة للمملكة استراتيجية تقوم على تعزيز وتطوير مصادر القوة الناعمة التقليدية وإضافة عناصر جديدة لتلك القوة تمثلت في قطاعات مستحدثة، مثل: السياحة والترفيه والتراث وإطلاق ورعاية مبادرات إقليمية ودولية، لتشكل تلك العناصر مجتمعة للقوة الناعمة –تقليدية وجديدة- بجانب القوة الصلبة، القوة الذكية التي تمتلكها المملكة وتمارس من خلالها التأثير على الساحتين الإقليمية والدولية أبرزها: * السياحة والترفيه: تعد السعودية مركزًا لأربعة عوالم مهمة هي العالم الإسلامي والعالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط وعالم إنتاج الطاقة، وبفضل رؤية 2030 ستصبح مركزًا أيضًا للسياحة والترفيه، فمن معالم النهضة التي تشهدها المملكة في هذين القطاعين تعزيز السياحة الدينية، وفتح المجال أمام أنماط سياحية جديدة تجمع بين الثقافة والمغامرات والسياحة البحرية، حيث يستهدف قطاع السياحة 100 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030 منها 55 مليون زائر من الخارج. * الاقتصاد الرقمي: بذلت المملكة جهدًا كبيرًا لتعزيز بيئة الاستثمار من خلال التشريعات والأنظمة واللوائح التي تسهل على المستثمرين، والمشروعات العملاقة التي تفتح آفاقًا واسعة للعمل مثل مشروع نيوم، وذا لاين، والمشروعات التي تشهدها الرياض في ظل إعلان سمو ولي العهد -حفظه الله- عن خطة لتكون من أكبر 10 مدن اقتصادية في العالم، بجانب العمل على تحويل المملكة لقاعدة تضم المراكز الإقليمية للشركات ما يجعلها مركزًا ماليًا رائدًا في منطقة الشرق الأوسط، وقد منحت المملكة تراخيص إلى 44 شركة دولية لإنشاء مقرات إقليمية في الرياض، تشمل شركات متعددة الجنسيات في قطاعات منها التكنولوجيا والأغذية والمشروبات والاستشارات والتشييد. وتحتل المملكة مركزًا اقتصاديًا مرموقًا؛ حيث إن اقتصادها هو الأكبر في الشرق الأوسط، ومن أكبر عشرين اقتصادًا في العالم. كما يعد الاقتصاد المزدهر إحدى ركائز رؤية المملكة 2030؛ وقد عملت المملكة من خلال مجموعة العشرين على تسخير جهودها لتمكين الاقتصاد الرقمي ومعالجة تحدياته من خلال تمكين القطاع الخاص من الاستفادة من الاقتصاد الرقمي وتحديد إطار عمل لاقتصاد موثوق يتمركز حول الإنسان. * المبادرات الإقليمية والدولية: يعد امتلاك زمام المبادرة إزاء القضايا والتحديات الإقليمية والدولية من السمات التي ميزت السياسة السعودية وهو ما تمثل بجلاء خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، حيث أطلقت مبادرة لمعالجة انتشار فيروس كورونا المستجد؛ وتعهدت خلال قمة مجموعة دول العشرين في مارس 2020 برصد 500 مليون دولار لدعم جهود مكافحة الوباء، وتعزيز الجاهزية والاستجابة للطوارئ والجهود الدولية للتعامل مع فيروس كورونا ومعالجة آثاره. كما تبنت المملكة نهج الاقتصاد الدائري للكربون كإطار عمل لتعزيز الحصول على طاقة مستدامة وموثوقة وأقل تكلفة، ما يشمل مجموعة متنوعة من حلول وتقنيات الطاقة المبنية على البحث والتطوير والابتكار، بالإضافة إلى إطلاقها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والتي عقدت قمة بشأنها في الرياض قبل أيام، تم خلالها التوافق على إنشاء منصة تعاون دولية لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس مركز إقليمي للتغيّر المناخي، كما قررت المملكة تأسيس مركز إقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية للإسهام في رفع التنوع البيولوجي البحري وخفض مستوى الانبعاثات في قطاع الأسماك، وإنشاء برنامج إقليمي لاستمطار السحب. * العطاء الإنساني وأنشطة الإغاثة: تعتبر المساعدات الإنسانية والإغاثية والإنمائية جزءًا أساسيًا من أدوات القوة الناعمة، وذلك في إطار دور رائد تلعبه المملكة على المستويين الإنساني والتنموي تجاه مختلف شعوب العالم، إذ تمد يدها بالخير والعطاء لتقديم المساندة والدعم انطلاقًا من مكانتها البارزة في المجتمع الدولي وكقائدة للعالمين العربي والإسلامي. ويتصدر مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية الذي تأسس في مايو 2015 برأسمال يبلغ مليار ريال، قائمة المؤسسات المعنية بالإغاثة ليس فقط من حيث قيمة المساعدات والمعونات التي تمر من خلاله، بل أيضاً الأساليب المتطورة التي يتبعها في هذا المجال. الخاتمة: أختم بهذا الجزء اليسير مما ذكرت، فهذا من أصعب ما كتبت وأمتع ما كتبت، صعوبته في أنه عن قامة بحجم سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وجزل عطاءاته وإنجازاته وعظم الرؤية التي لا تتسع المساحة والوقت المحدد لي بأن أوفيه حقه، وأمتع ما كتبت؛ لأنه الملهم لكل كلمة كتبت قصتها، وابتسمت لجمال منجزاته وعمقها. ولكوني ابنة هذا الوطن العظيم أقدم أعظم الامتنان والفضل بعد الله لقائد التغيير لما قدمه لمكانة المملكة دولياً ومحلياً وللمجتمع كافة وللمرأة في السعودية خاصة. أ. د. الجوهرة بنت فهد الزامل