بادرة سعودية كريمة من القيادة السياسية من الملك سلمان بن عبد العزيز أعزه الله، ومداومة مستديمة من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في الدعوة لقمة عربية في الدورة ال 22 لجامعة الدول العربية التي ستعقد الأسبوع القادم. لقد بدأت الدبلوماسية السعودية بتوجيه من سمو ولي العهد، ممثلة في وزير الخارجية وأركانات الوزارة من السفراء والسفيرات في جولات على عواصم الدول العربية لتسليم دعوة الملك سلمان لقادة الدول العربية لحضور القمة هي قمة لم شمل وبعد عما سبق من اختلافات، لم تقطع وشائج القربى، ولا روح وحدة الصف, إن استجابة قادة الدول العربية أمر بالغ الأهمية، ودلالة للقيمة والشيمة من العرب ليجتمعوا في بيت العرب المملكة العربية السعودية وفاءً وتقديراً واحتفاءً. لعل بادرة القيادة السعودية وعملها المثمر في السعي والعمل لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، إنما هو رابط لقوة العلاقة بين المملكة العربية السعودية وسوريا، ولن ينسى التاريخ العربي موقف السعودية من كل قياداتها السياسية المتتابعة في نصرة سوريا وشعبها حين أوفدت القيادة السياسية في أكتوبر 1973م ستة آلاف عسكري سعودي بقيادة ضباط سعوديين، حيث رابطت القوات السعودية للدفاع عن سوريا في الجولان وتل مرعي والسويداء وغيرها من التلال المشرفة على فلسطين. لقد سطر أبطال القوات السعودية المسلحة في سوريا قصصاً من البطولة والشجاعة والإقدام ونالت قياداتها العسكرية أوسمة الشجاعة من القيادة السورية، وما زالت مقابر الشهداء السعوديين في سوريا موجودة إلى اليوم، وقد وثقت هذا في كتابي: السعودية دولة واجهة ومواجهة. لم تكن السعودية تبحث عن شرعية أو مشروعية للدفاع عن سوريا، 1973م، ولا في مصر والأردن ولبنان والكويت بقدر ما كانت تستلهم عقيدة أخوة الدين والنسب، وتلبية نداء الشهامة من أجل كرامة الإنسان العربي لن ينسى التاريخ وقوف الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز رحمه الله بين العسكر السعوديين في سوريا ولا زيارة الأمير (الملك) سلمان أيضاً للعسكر السعوديين في سوريا, وها هو التاريخ اليوم يقوم سيد مقدام في التاريخ العربي ألا وهو الأمير محمد بن سلمان ليعلن أن العرب لسان متحد في مواجهة الأخطار لتأتي القمة العربية متوجة بعزم وحزم من أجل العزة والكرامة للعرب وتوحدهم. ميزة قمة العرب في بيت العرب أنها لا تهتم بما يدور من منغصات من دول كبرى أو تجمعات كارهة، فالقوة والثبات عقيدة للشعب والقيادة السعودية، والمناط للسير في ركب السلم والسلام.