شددت السعوديه قوانين الحرب على المخدرات بعد أن تأكد لها بأن هناك دولاً واحزاب ومنظمات وعصابات دولية واقليميه محترفه تقوم بتهريب المخدرات الى المملكة العربية السعودية عبر المنافذ البرية والجوية والبحريه السرية منها والعلنيه وبكافة الطرق والوسائل القديمة والمبتكرة وبكميات خياليه تنفيذاً لخطط معادية وجهنميه لإفساد المجتمع السعودي والقضاء على شبابه لتحقيق اهداف آنيَّة ومستقبليه وتاريخية معاديه تؤدي الى افساد الأمه وشل ابتكارات العقول السعوديه لإيقاف حركة التنمية وتطوير المجتمع وافشال خطط الحكومة السعوديه التطويرية في كل المجالات . إن الخطط القذرة لأعداء السعوديه هي في حقيقة الأمر قديمة وتعتبر امتداد لصراع الحضارات والإيديولوجيات التي اوجدها الغرب ومن يقلده او يسير في ركابه منذُ عصور ، فالمراد للسعودية ودول اقليم الشرق الأوسط العربية أن لا ترى شعوبها النور وتسير في طريق النهضة والتقدم والرقي الحضاري بكل اشكاله لتحتل مكانتها الطبيعية والتاريخية بين الأمم ، لأن السير في هذا الطريق يشكل خطراً على من بيدهم زمام الأمور في العالم بالهيمنة السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية في ، وهنا يتساءل المحللون والمتابعون والمراقبون ماهي ملامح ومحاور تلك الخطط القذره المعاديه لهدم إيجابيات خطط الرؤية السعوديه الجديده التي يقودها سمو ولي العهد السعودي لتحقيق الآمال المشروعة والطموحات الحضارية ؟. لقد ثبت لدى الأجهزة الرسمية المعنية في السعودية ومثيلاتها المختصه في العالم العربي بأن خطط الأعداء التي يشاهد تنفيذها على الواقع من غير إجتهاد أو عناء أو بحث وتقصي لغرض الإستنتاج هي مكشوفة وذات محاور عده أولها محور المخدرات لافساد المجتمع وبالذات الشباب الذين هم ذخيرة الأمة وعدتها المستقبلية للنهوض ، والمحور الثاني يقوم على ضرب الأسرة وتفكيكها ، بينما المحور الثالث يقوم على اخراج المرأة من بيتها ليس لممارسة الأعمال الشريفه والمشروعة المناسبة لفطرتها بل لتنضم لقوافل الإباحيين والمثليين والمشردين وتتخلى عن قيمها وحشمتها وبيتها واستقامتها ومهمة تربية وتعليم أبنائها وبناتها وحقها في ممارسة سيادتها في منزلها الذي يعتبر مملكتها ، لتقوم بدلا من كل ذلك بممارسة ما يسمى بحرية المرأة اللامحدوده التي تؤدي بها الى التعري لبيع جسدها وفساد اخلاقها ، اما المحور الرابع لخطط الأعداء فهو ضرب التعليم لتكون مخرجاته سيئة لا تسمن ولا تغني من جوع وهنا اذكر بأن من اسباب سقوط الإتحاد السيوفتي في عام (1991 م) من القرن الماضي هو ان الغرب زرع في حكومته وزيراً عميلاً مسئولاً عن التعيين في الوظائف العامه يقوم بتعيين الفاشلين تعليمياً وذوي المعدلات الرديئة والقدرات المحدودة في مناصب الدولة الهامه في كل المجالات وخاصة الإدارية فكان ذلك من ضمن اسباب إنهيار خطط التنمية وبالتالي انهيار الإتحاد السيوفيتي لأن فاقد الشيئ لا يعطيه .. اما المحور الخامس فهو ضرب تأثير قدوات المجتمع من العلماء وذوي الولاء لولاة الأمر كما قال تعالى " ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ..) وضرب المخلصين في الدفاع عن دينهم وأوطانهم حتى لا يكون لهم تأثيراً أو رأياً ايجابياً في تنمية بلدانهم واستقرارها وقوتها وعزتها وحتى يضعف دورهم قي مساندة قياداتهم الشرعيه ( ولاة امرهم ) في التطوير والبناء . إن من المؤكد أن ولاة الأمر في السعوديه تنبهوا لهذه المخططات المعاديه فأعدوا منذُ زمن العدة لإفشالها بكل عناصرها . أما اجراءات السعوديه بشأن مكافحة المخدرات فقد نجحت في الإستيلاء على الاف الأطنان من كافة انواع المخدرات بما فيها " الشبو والحشيش والكوكايين وغيرها من المسميات التي لا نعرفها " ونجحت في اصطياد الكثير من العصابات ومئآت المروجين ، بل إن سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد اصدر أوامر حاسمه ومشدده بشأن كل من يتعاطى أو يروج أو يساند أويسهل أو يغض الطرف عن ناشري المخدرات بحيث يحالون للنيابة العامه ثم الى المحاكم المختصه ويطبق بحق من تثبت ادانته أقصى العقوبات الغير قابلة للإلغاء أو التخفيض أو الرحمة والشفقه . إن حرب السعودية شاملة ضد المخدرات فلم تقتصر على الإجراءآت الداخليه فقط بل شملت متابعة وملاحقة من يُسَهِّل او يشارك او يدعم وصولها الى الأراضي السعوديه سواء كانت دولاً أو أحزاباً أو منظمات أو مصالح أخرى ، وفرضت على أولئك عقوبات كثيره وضغوطات سياسية واقتصادية وإجراءآت أمنيه حتى عاد الكثير من تلك الجهات الى جادة الصواب وتم إيقاف أغلب تلك الشحنات المرسله للسعوديه . إنها حرب ضد المفسدين في الأرض في الداخل والخارج وكمثال على قوة الإجراءآت السعوديه ووفقاً للأنظمة المشدده فإن من يثبت اتهامه يحال من النيابة العامة الى المحاكم المختصه فوراً لإصدار احكامها له أو عليه ويودع السجن كل من ضبط مرافقاً لأي ناقل أو مستخدم أو مروج أو متعاطي أو يتردد على مكان معد لتعاطي المواد المخدرة مع علمه بما يجري في ذلك المكان حتى وإن لم يثبت تعاطيه !!! فكيف بمن يمارس بالفعل الفساد والإفساد مثل المروجين والمتعاطين الذين تنفذ بحقهم بعد ادانتهم عقوباتهم صارمة وشديده لأنهم مفسدون في الأرض ، قال تعالى [ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ] . إن من المعلوم في هذا الزمن أن القوى الشريرة في هذا العصر لم تعد تريد غزو الشعوب والإستيلاء على خيراتها وثرواتها باستخدام القوة العسكريه ولكن عن طريق غزوها فكريا ًوثقافياً واجتماعياً وتدمير عقول أبنائها وتغيير نمط حياتها وتغريب ثقافتها وذلك بتفعيل خطط المحاور التي تم ذكرها وغيرها مما لم يذكر لتتحول الى شعوب تابعه وخاضعه فيها مسخ وضعف وتشوه فكري وثقافي ، لا حزم ولا عزم ولا ارادة لها في تقرير مستقبلها ومصيرها لتحقيق أهدافها المنشوده التي لا يريد اعداؤها لها ان تتحقق . اذا كانت الأمم والشعوب والمجتمعات تتعرض للهجوم من المستعمرين الأوائل والجدد فما الذي يجب عليها عمله للدفاع عن نفسها ..؟. إن اول ما يجب على اي مجتمع أو شعب ان يقوم به هو مؤآزرة حكومته في التصدي لهذه الظواهر والأخطار التي تدمر الشعوب وتهلك الحرث والنسل ، وأن يتصرف كل مواطن كرجل أمن كل في موقعه وحسب امكانياته ، أما السلاح الثاني للدفاع عن المجتمع فهو نشر الوعي بين كل طبقات الشعب لإدراك الأخطار المحدقه ومقاومة الأعداء المتربصين بحاضر ومستقبل هذا الشعب أو ذلك ، بينما السلاح الثالث للدفاع يتحقق بالتعاون المتجذر بين الأسرة والمدرسة والمسجد والشارع والسوق والمنظمات الأهلية والمجتمعية والخيرية والحكوميه والجامعات ، لحماية النشئ من المؤثرات التي تؤدي به الى الدمار والهلاك .. ورابع الأسلحه ضرورة القضاء جذرياً على المروجين باعتبارهم خونة ومفسدين في الأرض يخالفون الله ورسوله وولاة الأمر ، ونشير الى أنه في كثير من الدول يتم اعدام مروجي المخدرات دون تردد لخطورتهم على المجتمع .. وهذا ما يجب أن يكون اذا ارادت المجتمعات تنظيف أجيالها من هذه الأورام السرطانيه المهددة لوجود لشعوب . اللواء الركن . م حسين محمد معلوي قائد حرب درع الجنوب ضد الحوثيين عام (2009م ) ضد الحوثيين .