من بداية القرن الحالي وشباب المملكة العربية السعودية يعيش انطلاقات متلاحقة بداية بالتركيز على التعليم في كل مراحله من تحديث مناهج وإدخال تقنية المعلومات في الفصول الدراسية ورفع مستوى المدرسين والمدرسات والتوسع في فتح جامعات في كل مناطق المملكة حكومية وأهلية وفتح مجال البعثات الخارجية إلى أرقى جامعات العالم مع التركيز على التخصصات النوعية مثل الطب والهندسة والعلوم بشتى أنواعها والمحاماة، وفي كل هذه التخصصات تتكامل علوم الإدارة التي تصب في رفع مستوى التخطيط والاقتصاد وشؤون المجتمع بصفة عامة.. وحتى تكتمل صورة التوجه الجديد انطلقت رؤية 2030 بإستراتيجية جديدة وحماس مفعم بالحيوية والشجاعة وسرعة التعلم والعمل الدؤوب لدفع عجلة التنمية المستدامة في كل مجالات الحياة حتى أصبح العالم ينظر إلى السعودية بدهشة وإعجاب ويشده الفضول لمتابعة ما يجري هنا والكثيرون يسعون ليكونوا جزءًا منه ومتابعة تطوراته. نقلا عن المدينة جيل الخريجين الجدد من الجنسين من الجامعات المحلية والخارجية يدخلون ميدان العمل بمهارات تقنية عالية.. والوظائف في القطاعين العام والخاص تستقطب الأكثر كفاءة وقدرة على الأداء المتميز والتنافس لسان الحال في سوق العمل ومجالات التوظيف والفرص متاحة. مشاريع عملاقة في المدن الكبرى وفي كل مناطق المملكة.. ولا يخفى على أحد أن ثلث سكان المملكة من العمالة الوافدة وهذا يدل على وجود وظائف شاغرة ستكون متاحة لمن يحتلها من الشباب والشابات المواطنين برغم التردد الذي يشهده التوجه لبعض الحرف في مجالات البناء والحدادة والتشييد ولكن الزمن كفيل بتوفير قناعات ورغبة جاذبة لتلك الحرف مع استمرار الحاجة لعمالة وافدة بنسب أقل لأن حاجة الشباب للعمل ملحة في كل التخصصات ولا بديل عن كسب لقمة العيش بالعمل لتحقيق الاستقلالية الشخصية وإثبات الوجود والمشاركة الفعالة في حياة المجتمع ولا قبول بالحياة على الهامش بدون هدف ذاتي يحفظ كرامة الإنسان ويوفر له درجة عالية من الأمن والاستقرار الذاتي قبل كل شيء آخر. والنقلات النوعية التي تحققها المجتمعات تعتمد في المقام الأول على الإرادة والجد والاجتهاد.. ومن جد وجد.. وخيارات الاجتهاد مفتوحة في وطن عظيم وكبير وإمكانات لا حدود لها وقيادة تسابق الزمن لتحقيق المنجزات الكبرى والظروف واعدة والفرص متاحة. وكم هو محظوظ الجيل الحاضر بأن يكون جزءًا من التغيير بالمشاركة مثل ما كان آباؤهم في تحولات جبارة وسريعة وعظيمة.. في وطن عظيم.. شرفه الله وأهله بخدمة الحرمين الشريفين والمشاركات الإيجابية على كل المستويات الإقليمية والدولية ولا مجال للتراجع بعون الله وقدرته وحزم وعزم قيادة رشيدة ترسم خطوات التحولات السريعة وتحرص على تحقيق أهدافها بسرعة وإتقان.. ولكل الشباب كونوا جزءًا من التغيير حتى لا تندموا فيما بعد.