هي حالة قد تمرّ على الكثير منّا ، أنك لا تستطيع أن تبوح بمشاعرك أحياناً وتفضّل أن تبقيها داخلك ، طوعاً أو كرهاً ، حالة نفسية ليست مريحة في الغالب ، فالبوح فيه راحة للنفس ، والكتمان معاناة ؛ لكن هذه الحالات تتفاوت في عُمق التأثير وفق أسبابها ، فقد نكتم مشاعرنا خجلاً أو خوفاً أو دفعاً للحرج ، وربما دفعاً للضّرر ، تتعدد الأسباب ويبقى الكتمان يجثم على الصدور ويحرم المشاعر من أن تنفكّ من عقالها وتنطلق في فضاء الحياة . قلّة أولئك الذين يتّسمون بالبساطة والبراءة في تعاملهم مع تصاريف الزمان ، فترى أنفسهم على فِطرتها الأولى وسجيّتها النّقية ، أولئك الذين منحهم الله عزّ وجل نعمة الصّدق ، الصّدق مع النفس ومع الآخرين ، والصدق منجاة في الدنيا والآخرة . التعامل مع تصاريف الزمان يحتاج إلى قدرة ذاتية لمواجهتها بحيث تتمكّن من تجاوز تبعاتها بما يحقق لك نوعاً من الطمأنينة والراحة ، فالحياة أقصر من أن تعيشها في اضطراب يفوّت عليك أن تنعم بما وهبته لك من فرص . التحكّم في مشاعرك قد يجنّبك تبعات تُفسد باقي أيامك ، وهي وإن طالت أو قصرت مرحلة زمنية تنقضي محسوبة من عمرك ، والعِبرة في اجتياز المساحات والزمن للوصول إلى مرافئ الاستقرار وقد تركت خلفك أمواج الحياة العاتية دون أن تجعلها تأخذك إلى متاهات لا تعرف الخروج منها ، فتدفع ثمن الإبحار إلى غياهب المجهول .