طبيعتنا البشرية تعمق في أنفسنا العلاقات الاجتماعية وتخلد في ذاكرتنا المواقف الإنسانية ، باختلاف درجات العطاءات الفردية يبقى في الوجد حنينا متواصلا لأشخاص أشعلوا أناملهم شموعا تنير دروب الآخرين .. ذلك شخص ..قدم أثمن ما لديه ليرسم الابتسامة على شفاه الآخرين ، وهناك أخر بادر بالتضحية ليرى صدها في نجاح الآخرين ، وأخر يمسك بأطراف الأمل ليمنح سواه البقاء ...وأخر ....وأخر.....جميعهم يربطهم قاسم مشترك وهو محبة الغير من أجل الخير ، شعار يعني الكثير لأصحاب القلوب العظيمة ، فيما لا يمثل شيئا لأولئك الذين لا يفقهون معاني العطاء في محطات الحياة أغصان حزينة أرهقتها أعاصير الخوف ورياح الوحدة نسعى من أجل أن نسعدها ، نجمعها من بين أشواك الجراح ونهديها العطف وأزهار الإيثار وبشائر الصباح ، نقطف ثمار مشاعرنا وملايين ضحكاتنا وننثرها في ساحات قلوبهم ونتأمل ركض أعمارهم نحو الفرح !!! هكذا نشعر بهم ...وهكذا نتمنى لهم ...وهكذا تجيء الدموع وهي تتراقص في أعيننا ابتهاجا بالورود التي سكنت ينابيع أرضهم !!! ومضى الزمان بأشياء كثيرة أهمها وداع طفولة الأيام ، الذي رسم مشهد غروب الشمس في زاوية صغيرة تضيق كلما أمتد بها الوقت !! غفت تلك الأغصان عن الأيدي التي وهبتها مرافئ الإنصات في لحظات الجفاف القاتل ومنحتها واحة البوح في متاهات كانت تضج بالقسوة في مرحلة من أصعب مراحل الانتظار !! في كل السطور نقول هل نحترف السكون ؟ أم نردد دائما متى نستيقظ؟ هل نتجرع مرار الصبر من كأس فاض بالشهد؟ أم نجعل الانكسار يخالط الدهشة التي أصابت الحيرة بالذهول؟ أسئلة تستوطن الفؤاد كلما تزايد صوت الاستعمار القادم من غربة الواقع وقصف الرحيل وألم المفاجأة ، فالخيبة مأساة تخنق الحلم !! المزيد من النكران والمزيد من الحرمان والمزيد من الدمار تجنيه تلك الأنامل من الأغصان التي أثمرت بفضلها !!! قطر ... الاستيقاظ على صوت المنبه يؤكد نوم الحقيقة !! sfhsa@yahoo .com مكة المكرمة