البترول سلعة إستراتيجية استهلاكية تؤثر على كل دول العالم ولولا وجود منظمة الأوبك لسادت الفوضى وتأثر الاقتصاد العالمي ولتعرضت مصادر الطاقة بشكل كبير، ورغم ذلك تسعى أمريكا وغيرها من الدول التي تعتمد على مصادر الطاقة البترولية من دول أوبك إلى إيجاد مبررات للصعوبات التي تواجهها محليًا لإلقاء كل اللوم على دول أوبك وتركز بشكل خاص على السعودية أكبر الدول المصدرة التي كانت على الدوام تتوخى الاعتدال والحفاظ على التوازن بين احتياج المستهلك والدول المصدرة حتى تستطيع مد الأسواق العالمية بما تحتاجه من الطاقة بأسعار معتدلة وفق مفهوم العرض والطلب ومراعاة مصالحها الخاصة بمشاريع التنمية المستدامة التي تشمل شراكات مع الدول الكبرى من خلال استثماراتها العميقة في السعودية والدول المصدرة الأخرى الأعضاء في أوبك. الولاياتالمتحدةالأمريكية دولة منتجة ومستهلك كبير في نفس الوقت ولديها مخزون إستراتيجي ضخم تحرص للحفاظ عليه بمستوى يراعي مصالحها الخاصة وفي نفس الوقت تسعى باستمرار للتحكم في أسواق الطاقة التي هي أيضًا مستثمر رئيسي فيها، وفي مواسم الانتخابات ترتفع أصوات إلقاء اللوم على دول الأوبك.. وهي تعلم أيضًا أن شيطنة شركائها في مصالح عميقة تؤثر بشكل سلبي على علاقاتها وتدفع بالبحث عن بدائل ومصادر أخرى حتى لا تبقى رهينة لعلاقات متوترة لا تراعي ضرورة الحفاظ على تبادل المصالح المشتركة، وتأخذ في الاعتبار بأن مشاركة دول أوبك في أمن واستقرار الاقتصاد العالمي جوهري وأن المملكة العربية السعودية كانت ولا زالت على الدوام لاعبًا دوليًا إيجابيًا تعطي الكثير بأقل قدر من المردود في مجال استمرار تدفق الطاقة إلى الأسواق العالمية بأسعار معتدلة.. ومراكز المراقبة الدولية العادلة لشؤون الطاقة في العالم تدرك ذلك.كما أن إقحام منظمة أوبك والدول الأعضاء في الصراع القائم بين روسيا وأوكرانيا لن يخدم مصالح دول حلف النيتو الذي توجه الولاياتالمتحدةالأمريكية سياسته وهي تعلم مدى المخاطر التي قد يجر إليها ذلك الصراع على المسرح الدولي بصفة عامة. نقلا عن صحيفة المدينة