التعريف المبسّط لمصطلح الذكاء الاصطناعي (AI) يشير إلى الأنظمة أو الآلات التي تحاكي الذكاء البشري والمصمّمة لأداء المهامّ وحلّ المشكلات. ويقدم الذكاء الاصطناعي مزايا هائلة للمجتمع الإنساني في كثير من المجالات خاصّة في العلوم الطبيّة والتعليم والإعلام، وإنتاج الغذاء وتوفير وسائل نقل عامّة أكثر كفاءة وهناك نتائج واعدة في مجالات معالجة تغيّر المناخ. ومن هنا يرى الخبراء أن نمو استخدامات الذكاء الاصطناعي سيجعل حياة معظم الناس أفضل حالًا خلال العقود المقبلة. في السياق الآخر ظهر خبراء آخرون لديهم كثير من المخاوف بشأن تأثير التقدم في الذكاء الاصطناعي على المجتمع الإنساني ويشيرون إلى العديد من التحدّيات لعل أبرزها خمس تحدّيات واضحة هي: الأول: تحدّيات قانونيّة محفوفة بالخطر بسبب طرق تمويل بحوث الذكاء الاصطناعي واستخداماته. وعلى سبيل المثال كيف يمكن مواجهة شراهة منتجات الذكاء الاصطناعي للمعلومات وإشكالات انتهاكات الخصوصيّة والتحيز واتخاذ القرارات التي لا يمكن الرجوع عنها أو الطعن فيها. إحدى الحالات التي نوقشت على نطاق واسع هي كيفيّة تحديد المسؤوليات القانونيّة الناتجة عن خطأ قرارات الذكاء الاصطناعي في العلاج والأجهزة والمركبات ذاتيّة القيادة. الثاني: الخوف من تنامي تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الوظائف (العمل) مما سيزيد من معدلات فقدان الوظائف (مع التسارع في معدلات السكان). على سيبل المثال الروبوت (أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي) الذي بدأ استخدامه بشكل واضح في المصانع ونقاط التوزيع والتسليم وأثره على معدلات البطالة في هذه المهن. ووفقًا لدراسة أجراها معهد ماكينزي العالمي، يمكن للروبوتات والوكلاء الأذكياء أن يحلوا محل ما يقرب من 30 ٪ من العمالة البشريّة الحاليّة في العالم بحلول عام 2030. الثالث: خروج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة البشريّة. يقول الفيزيائي الراحل "ستيفن هوكينغ": إنه إذا بدأ الذكاء الاصطناعي نفسه في تصميم ذكاء اصطناعي أفضل من المبرمجين البشر، فقد تكون النتيجة "آلات تتجاوز ذكاء الإنسان الذي صممها". ويحذر "إيلون مسك" من أن الذكاء الاصطناعي "هو أكبر تهديد وجودي للبشريّة". وقد ظهرت دراسات عما يسمى تفرّد الذكاء الاصطناعي "AI singularity" حين ينمو الذكاء الاصطناعي في المستقبل بشكل لا يمكن السيطرة عليه. الرابع: التكلفة العالية لبناء منظومات الذكاء الاصطناعي ناهيك عن تكلفة التطوير والصيانة. إن إنشاء آلة يمكنها محاكاة المنطق والاستدلال البشريين يستهلك الكثير من الموارد والوقت، ما يجعلها مكلفة جداً لغير القادرين وبهذا يزيد الذكاء الاصطناعي من الفجوة بين الدول الغنيّة والفقيرة. الخامس: تحدي إدمان استخدامات الذكاء الاصطناعي والعواقب بعيدة المدى على الأجيال المقبلة واحتماليّة جعل الناس أقل ذكاءً. إذ مع تزايد استخدام الآلات في الأعمال الروتينيّة سيصبح الناس أقل نشاطًا بدنياً ما يعني معدّلات أعلى من الأمراض على رأسها السمنة والسكري الثانوي وأمراض القلب. * قال ومضى: من تعلم (تكلّم)، ومن تكلّم (تألّم). نقلا عن الرياض