حل نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، بين أهله الكرام بمحافظة القطيف 12 سبتمبر الجاري، في زيارة للمدينة الساحلية التي ينظر لها كواحدةٍ من أقدم المراكز الحضرية على ساحل الخليج العربي، ومدينة احتضنت العديد من الأسماء الثقافية والأدبية التي برزت على مستوى المملكة والخليج، فضلاً عن الكفاءات العلمية والتقنية والطبية والإدارية التي تشارك اليوم في دفع عملية الإصلاح والتحديث الجارية في المملكة. الأمير أحمد بن فهد بدأ من الميدان في زيارته لمحافظة القطيف، متفقداً مشروع "وسط العوامية"، وهو أحد عوامل الجذب الرئيسة التي ينبغي أن تستثمر بشكل أفضل سياحياً، بطابعها التراثي المميز، وميادينها الواسعة، وقاعاتها المتنوعة. "وسط العوامية"، لم يكن مشروعاً تجميلياً فقط، بل أريد منه أن يكون رافعة تغيير اجتماعي وثقافي، وأن يساهم في التحول من مرحلة إلى أخرى جديدة، عنوانها الاستقرار والتنمية؛ من هنا، تفعيل العمل الحقيقي في المشروع من أهم الأولويات التي بنبغي الاشتغال عليها، سواء في جنبته السياحية للسكنِ الفندقي التقليدي، وكمركز للاحتفالات، أو كواجهة لسوق تراثي تقليدي يستوحي تقاليد أهالي المنطقة ويبرز تاريخها، فضلاً عن استغلاله من قبل هيئات ك"هيئة الترفيه" و"هيئة الثقافة"، ومؤسسات مثل "مسك الخيرية" و"جمعية الثقافة والفنون"، في إقامة أمسيات موسيقية وغنائية وشعرية ومسرحية وتشكيلية، فضلاً عن البرامج الترفيهية الأخرى. جزيرة تاروت التي زارها نائب أمير المنطقة الشرقية، هي أيضاً واحدة من الوجهات التي بالإمكان استثمارها على أكثر من مستوى، خصوصاً في السياحة التاريخية، بما تضم من قلاع بعضها للأسف تهدم، لكنه يمكن إصلاحها، وهنالك أيضاً الأحياء القديمة في الجزيرة، والتي يمكن إعادة تأهيل عدد منها، وترميم بيوتها، وترتيب أزقتها، بحيث تستقبل الزوار من خارج المحافظة. الجزيرة أيضاً، بها سواحل جميلة، يمكن أن تطور، ولديها تاريخ موسيقي وغنائي، عبر فن "النهام" المرتبط بالبحر، وكانت منطقة سنابس تمتاز بوجود ملاعب رملية لكرة القدم في داخل البحر، تراها مزدحمة بالشبان والأطفال في أوقات الجزر؛ أي أن هنالك تفاصيل صغيرة في مناطق الجزيرة المختلفة: سنابس، دارين، الزور.. وسواها، يمكن الاشتغال على مكامن القوة فيها. "جزيرة الأسماك" بمحافظة القطيف، والتي تعد الأكبر خليجياً، وقفَ الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، على احتياجات المواطنين العاملين فيها، والمشكلات التي يواجهونها، واعداً إياهم بالعمل على حلها، لأن الهدف ليس إنشاء سوق بحري جميل وحسب، بل أن يستثمر هذا السوق مالياً في صالح دورة اقتصادية تنموية. القطيف بسواحلها الممتدة، كانت وما تزال أحد أهم مراكز بيع الأسماك في الخليج العربي، إلا أنها رغم ثراء سوقها، لا تزال بحاجة للخروج من عقلية البائع التقليدي، وأن يتجاوز العاملون فيها مجرد البيع الكلاسيكي إلى "الصناعة الحقيقية"، بحيث تكون تجارة الأسماك صناعة احترافية، تجذب لها المزيد من الشباب الوطني، وتدفع بالاقتصاد المحلي نحو الأمام، وتساهم في تكوين منتجات مشتقة من هذه الأسماك، تعرض في السوق السعودي وتصدر للخارج. القطيف، المحافظة، بتنوع مدنها وقراها، وتاريخها، وموقعها الجغرافي، يمكنها أن تتحول إلى مركز جذب سياحي للمواطنين من مختلف مدن المملكة، وحتى من دول الجوار، إذا تم وضع خطة تنموية وتطويرية حقيقية، وهذه أحد الأهداف التي تعمل عليها "إمارة المنطقة الشرقية"، وهي مسؤولية لا تقع على عاتق الأجهزة الرسمية وحسب، رغم أنها هي المعنية بالمقام الأول، إلا أنها مهمة يجب أن ينهض بها التجار والمستثمرون من أبناء المنطقة، ويبحثون عن إقامة شراكات اقتصادية واسعة، وجذب استثمارات من أرباب الأموال في مدن المملكة الأخرى، وتقديم القطيف بوصفها منطقة فرصٍ استثمارية حقيقية، إذا ما اشتغل عليها بجدٍ وعقل تطويري بعيد المدى. نقلا عن الرياض