تنشغل الأقلام هذه الفترة بتحليل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة الاسبوع القادم و ماهي اهم الملفات المطروحة في هذه الزيارة و ماهي طموحات و توقعات شعوب المنطقة من هذه الزيارة التي تأتي متزامنة مع احداث عالمية كبرى قد يقود تأثيرها الى رسم عالم جيوسياسي اقتصادي جديد، فحرب روسيا وأوكرانيا اثرت بشكل كبير على مصادر الغذاء والطاقة في العالم وتتابع هذه الآثار مع تجدد الأحداث يوميا لتمس اسعار الطاقة العالمية وتأثيرها على الداخل الامريكي والأوروبي بشكل خاص و العالم بشكل عام . تمتد هذه الآاثار من كونها اقتصاديه إلى آثار جيوسياسية قد تغير توزيع نفوذ القوى على الخارطة الدولية التي يعتبر من اهم مواقعها الشرق الاوسط و خصوصا دول الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. ولعل هذه الأهمية قادت الرئيس الأمريكي إلى هذه الزيارة التي تحمل عدة ملفات حاسمة أهمها ملف الطاقة حيث المملكة لاعب أساسي في هذا الملف كونها ثاني أكبر احتياطي نفط وأكبر مصدر للنفط في العالم، وهذه القوه تؤهلها إلىى القدرة على تخفيض أسعار الطاقة عبر زيادة الإنتاج وكذلك سد أي حاجة تفرضها الحرب الروسية الأوكرانية في أسواق الطاقة العالمية عامة والأسواق الأمريكية، حيث الولاياتالمتحدة مقبلة على انتخابات نصفية في نوفمبر من هذا العام بشكل خاص، وأن أسعار الطاقة والتضخم الناتج عنها ناخب اساسي في هذه الانتخابات. هذه الزيارة من وجهة نظري هدفها الأول إعاده ترتيب التواجد الأمريكي في المنطقة لسد أية فجوة قد تساهم في تواجد نفوذ قوى دولية مختلفة في هذه المنطقة المفصلية اقتصاديا و سياسيا من العالم. منطقة الخليج العربي في هذا التوقيت من العالم طقسها حار جدا بحرارة قضاياها المطروحة للحوار على طاولة الرئيس مثل حرب اليمن، التجاوزات الإيرانية، القضية الفلسطينية، حروب المنطقة المتعددة حيث من المتوقع بشكل كبير أن يناقش الرئيس الأمريكي ملف حرب اليمن والجهود السعودية لإنهاء هذا الملف حفاظا على استقرار اليمن واستقرار المنطقة الذي لا تغفل القيادة الأمريكية عن أن أكبر مهدد للمنطقة والاستقرار فيها. الرئيس الأمريكي يدرك أن لدول منطقه الخليج العربي مطالبات أيضا اهمها تعزيز الأمن والتعاون لحماية المنطقة من أي تهديد يمس استقرارها، حيث تخشى دول المنطقة من التحولات الدولية فيما يخص أمنها الاستراتيجي، حيث المملكة ودول المنطقة لديها مطالب ورؤية تركز على الأخذ مقابل العطاء تعزيزا لاستقلاليتها ودورها العالمي وخاصة في مجالات الطاقة. هذه الملفات من المتوقع أن تقود المنطقة إلى طريقين: الأول اتفاق أمريكي خليجي شرق أوسطي وتشكيل تحالف عسكري لحماية أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها حيث دول الخليج العربي تعمل على رؤى واضحة لتنمية المنطقة والنهوض بها، ما سينعكس على خارطة العالم بالإيجاب، أما الطريق الثاني فهو محاولة جادة لإعادة إيران إلى السلوك السياسي المناسب في المنطقة. التعويل على الولاياتالمتحدةالأمريكية كشريك تاريخي استراتيجي قضية موجودة ولكنها تحتاج في هذه المرحلة الى اثباتات أكبر. التوقعات كثيرة والواقع مختلف، ولكن هذه الزيارة ترسم استراتيجيه جديده للمنطقة، وقد تنتج عنها حلول لأهم الأزمات العالمية الحالية إذا أخذت الولاياتالمتحدة بعين الاعتبار اختلاف حال الخليج العربي الحالي عن ما سبق، هذا الاختلاف الذي يحتم تعامل مختلف على طاولة حوار مستديرة وليست مربعة. الجوهره بنت فهد بن جغيمان حاصلة على بكالريوس في القانون والعلاقات الدولية، كاتبة سياسية متخصصة في منطقة الخليج وامنها الاقليمي نقلا عن وايت هاوس بالعربي