لا توجد إجابة بسيطة يمكن ذكرها، غير أنني سأستشهد بالأثر والمشاهدات، أي على طريقة الاقتصاديين، وأداء الحكومة في الواقع ورؤيتها 2030 للتحول إلى دولة متطورة على غرار العالم الأول، وفق أسس ومنطلقات سعودية راسخة، ما لفت نظري خلال الأيام الماضية مشاهدات على منصة التدوين المصغرة "توتير" وفي مساحاتها الصوتية على تلك المنصة، جمعت عقولا من مختلف المناطق والتخصصات والخبرات، سواء من المملكة أو المنطقة، وتعد المنصة الأكثر شهرة في النقاشات وطرح الآراء عالميا. استمعت إلى مساحات متعددة على "توتير" وفي مواضيع اقتصادية وسياسية شديدة التعقيد، فوجدت شبابنا يمتلكون العلم والثقة والمعرفة والآراء المتوازنة مع قبول آرائهم، ويعزى ذلك إلى فهم وإدراك عميق لرؤيتهم 2030، وهذا هو سر رهان ولي العهد على شعبه، ما يجعلهم فعلا نموذجا ونواة لشرق أوسط متطور ومتقدم، على غرار أوروبا اقتصاديا ومعرفيا وحضاريا، كما أن سر هذه الظاهرة هو إيمان الشباب بولي عهدهم، الذي حيد "الأيديولوجيات" الضارة وصنع من المملكة قوة اقتصادية قادرة على الدفاع عن نفسها والمنطقة من أي هيمنة، بالأفعال لا بالأقوال. فمنذ تولي الأمير محمد بن سلمان والمملكة تتطور في جميع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية محليا وعالميا بلا استثناء عبر تسخير جميع قدرات البلاد المالية نحو تحقيق أهداف رؤية 2030، فبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، قام ولي العهد بهيكلة جميع أجهزة الدولة وفق أسس وظيفية واستراتيجية واقتصادية، إلا أن البلاد شهدت والعالم أزمة، تعد الأخطر والأشد في القرن، أزمة كورونا، وكان لتلك الإصلاحات الاستباقية دور حاسم في تخطي الأزمة الصحية التي ضربت جميع الدول، الشاهد في تلك المرحلة، أن الحكومة كانت خالية من الفساد فتحولت إلى حكومة رشيقة أدت أدوراها بفارق زمني يقدر بأربعة أيام عن أمريكا وأوروبا في سياساتها لاحتواء الأزمة في الجوانب الصحية والمالية والاقتصادية واستمرارية الأعمال والخدمات اللوجستية والاتصالات والمياه مع المحافظة على وظائف القطاع الخاص بشكل استثنائي، ورغم الإغلاق الاقتصادي وتراجع النمو الاقتصادي العالمي، إلا أن السعودية استطاعت أن تكشف عن الجدارة الائتمانية العالية والثقة الكبيرة في إقراض السعودية من الممولين الدوليين، رغم تراجع أسعار النفط آنذاك، وحصل تحول جذري في كل شيء، فرغم الظروف الاقتصادية العالمية غير المواتية إلا أن ولي العهد نجح في إخراج البلاد من مشكلات العجز المالي الهيكلي، التي طالما كانت تؤرق صناع السياسات الاقتصادية في المملكة، وتخطينا تلك المرحلة بنظام مستدام دون أن نفقد زخم أداء الأجهزة الخدمية العامة أو الشركات، بل تطور أداء الحكومة والشركات والأسواق المالية معا، وتم إدراج مزيد من الشركات في سوق الأسهم وحققت سوق الأسهم أفضل أداء على مدى تاريخها، فالسعودية بشبابها نموذج إقليمي ناجح بقيادة الأمير محمد بن سلمان الذي لا يزال يجير مزيدا من النجاحات لبلاده والمنطقة. نقلا عن الاقتصادية