تشكل العلاقة بين الأستاذ الجامعي والطالب محور اهتمام وتركيز كثير من الجامعات من عدة نواح، وعلى رأسها العلاقة داخل الحرم الجامعي التي تعد الأهم وهي ملزمة، ثم تأتي العلاقات خارج أسوار الجامعة بما يخدم العملية الأكاديمية وهذه اختيارية. من المهم أن تكون العلاقة بين عضو هيئة التدريس والطالب ضمن أدوات الممارسة الأكاديمية كنوع من سياسة التأثير والتأثر، وبالتالي عندما يكون الأستاذ الجامعي متواضعا ويقدم رسالته التعليمية على أكمل وجه، دون تحيز أو محاباة ويتمتع بشخصية ودودة مع الطلاب دون تعال أو تكبر، فإنه يزرع ثقة الطالب بالأستاذ. ويمتد الأمر أن هذه العلاقة الطيبة تنمي روح التعليم في عقول الطلاب وهو ما ينعكس بالإيجاب على النتائج والتحصيل العلمي. إن سياسة الشدة غير المبررة والتسلط وفنون التعقيد ستكون بوابة لتنفير الطلاب وربما هروبهم من الجامعة والحوادث كثيرة في هذا الشأن. وأقرب مثال على ذلك هو أن في سيرة كل أستاذ جامعي شخصيات أكاديمية متميزة كانت سببا ومحفزا للتشجيع، وفي الوقت نفسه تجد هناك شخصيات أخرى ربما حتى لا يذكرها بالخير حتى ولو بعد ربع قرن من التخرج، وقد لا يزال يردد عبارة: الدكتور المعقد! من الجميل أن يتسم عضو هيئة التدريس بسمات الجاذبية والقبول لدى الطالب دون تساهل أو تماه في الواجبات الأكاديمية. صحيح أن رضا الجميع أمر لا يمكن إدراكه كله ولكن يبقى التواضع واللين دليلين على طهارة النفس وسلامة القلب من أمراض التكبر والخيلاء، وهو ما يحتاج إليه الأستاذ الجامعي لكي يكون قادرا على صناعة جيل متميز. بالمختصر فتش عن النقص، عندما تجد التعقيد والتكبر في الأستاذ الجامعي. نقلا عن الاقتصادية