أصدر مشروع “حضارة واحدة” التابع لمؤسسة الفكر العربي مؤخرا، كتابا جديدا بعنوان “مختارات من النثر الصيني في أسرتي تانغ وسونغ”، لمؤلفيه هان يوي وليو تسونغ يوان وغيرهما، وتعريب تشي مينغ مين الأستاذة في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين. حيث يحتوي الكتاب على 41 مقالا نثريا مميزا من فترة حكم أسرتي تانغ (618م – 907م) وسونغ (960م – 1279م) الإمبراطوريتين في الصين. ويواصل مشروع “حضارة واحدة” بمؤسسة الفكر العربي، ترجمة روائع الأعمال الصينية إلى العربية، وذلك بالتعاون مع خبراء صينيين في التعليم والبحث والترجمة، من أبرزهم الأستاذة تشي مينغ مين. وقالت تشي إنها استغرقت سنتين لترجمة هذا الكتاب الذي يضم 41 مقالا نثريا رائعا ومقدمات لها وكذلك ملفات شخصية للكتاب. وتأمل أن ينقل هذا الكتاب جوهر ثقافة الصين إلى القراء العرب، ويطلعهم بعمق على حكمة الصين التي لطالما تردد الكلام عنها غربا وشرقا. وأضافت الأستاذة تشي أن المقالات الواردة في الكتاب مرتبة ترتيبا زمنيا من أوائل أسرة تانغ الإمبراطورية إلى أواخر أسرة سونغ الإمبراطورية، وجميعها مشهور ويتميز بمحتوى عميق وغني يصعب التعبير عنه بجملة واحدة، بما فيها “أنشودة الكوخ المتواضع” للكاتب ليو يوي شي. وتابعت تشي أنه وفي إطار مبادرة “الحزام والطريق” تتزايد التبادلات الثقافية الصينية العربية بشكل رئيسي، وخاصة في المجالات الأدبية، فتظهر كثير من روائع الأعمال الصينية المترجمة إلى العربية، يقابلها أيضا عدد من روائع الأعمال العربية المترجمة إلى الصينية. ولفتت إلى أهمية أن يكون المترجمون أصحاب ضمائر حية، وأن يشعروا بالمسؤولية تجاه القراء، ويرفضوا القيام بترجمات رديئة أو دون المستوى. ويجمع الكتاب الجديد مختارات غنية ومتنوعة من نثر تلك المرحلة، وتعود لأعلام كبار مثل هان يوي وليو تسونغ يوان، أبرز مؤسسي حركة النثر الكلاسيكي في تاريخ الأدب الصيني. فقد أسست تلك الحركة تقليدا جديدا للنثر الصيني، وأسهمت في كسر القيود القديمة. وقد أدى بروز أديب صيني كبير مثل “أو يانغ شيو”، الذي لُقّب ب “أديب الأدباء”، الذي أحيا تعاليم هان يوي و ليو تسونغ يوان، إلى انقلاب داخل التيار النثري، آزرته جماعة من الأدباء مثل “تسنغ قونغ” و”وانغ آن شي” و”كتاب سو الثلاثة” (سو شيون وسو شي وسو تشه)، ما أسهم في ولادة تيار نثري جديد، سيعثر القارئ العربي على نماذج منه في هذا الكتاب. ويفتح الكتاب نافذة ثقافية جديدة للقراء العرب بسبب التميز الإبداعي لنصوصه المنتقاة، ما سيمكنهم من التعرف على التفكير الفلسفي والنهج التواصلي للفلاسفة والحكماء والأدباء الصينيين في زمن أسرتي تانغ وسونغ، فضلا عن أذواقهم الجمالية، ومدى اهتمامهم بالتأمل في جوهر الحياة والوجود. ويتيح الكتاب بمخزونه الثقافي للقراء العرب مزيدا من اكتشاف حكمة الصين وقيمها الروحية الأثيرية التي يمثلها هؤلاء المبدعون. والتزمت مؤسسة “الفكر العربي” منذ إنشائها عام 2000 بتنمية الاعتزاز بثوابت الأمة ومبادئها وقيمها، وتعزيز التضامن العربي والهوية العربية الجامعة الحاضنة لغنى التنوع والتعدد، وذلك بنهج الحرية المسؤولة.