يعيش الوطن الغالي حاله من تزاحم الرؤى والحديث الجاد والمنظم عن كيف سنتمكن من اللحاق بالقطار السريع نحو المستقبل على أن تكون خارطة الطريق آمنة. ينظر أبناء الوطن إلى ما حولهم وما هو بعيد عنهم ويبحثون عن الخيارات الأقل كلفة مادياً وسياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً. وكانت كل الأراء في الماضي تصل أما بالإرسال المباشر أو نشرها في مقالات الصحف واليوم كل الأحداث تظهر في شاشة الهاتف النقال في وقت حدوثها ولذلك مهم أن يكون تحركنا يتوافق مع التسارع الدولي والمحلي للأحداث. اليوم أهل وطني بكل مكوناتهم شعباً وحكومة وقيادة سياسية يتطلعون إلى المستقبل بروح الإنسجام والعزم الواعي بأن الطريق ليس مفروشا بالورود لكن أيضاً لدينا القدرة على إنتزاع أدوات التعطيل بكل شجاعة مستخدمين قدراتنا وخبراتنا لتقليل المصاعب وتصعيد الفشل إلى نجاح . من مصادفات القدر أننا نواجه التحديات برؤية متقاربة فكل من يحتل موقع قيادي هم الشباب بقيادة نائب الملك الأمير محمد بن سلمان مستنيرين بخبرة قائد الحزم الملك سلمان. ما يلفت النظر في وضعنا الحالي هو توثب الجميع لصناعة الدولة السعودية الرابعة وسنحتفل في 23 سبتمبر 2017 بالعيد الوطني وقد تحمل المسؤولية ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان ولذلك سيكون تاريخ جديد ومبشر خصوصاً وأنا من الذين يرقبون حركة نشاط الحكومة وما يتوفر الآن من جيل مختلف بكل شي وهذا مصدر الثقة بأن الدولة وجهد القيادة السياسية بالتأكيد ستحقق إن شاء الله آمال وطموحات مكوناته الإجتماعية والسياسية والإقتصادية . كل المهتمين بالشأن العام أدلو بدلوهم فيما يخص الشأن السياسي والإقتصادي والإجتماعي وماهو الطريق الآمن لتحقيق أفضل النتائج. ووجدت لزاماً على أن أتحدث عن ما يشغل تفكيري وله علاقة بالأمن والإستقرار والتوافق الإجتماعي. ألا وهو حقوق الإنسان . ونحن والحمد لله قطعنا شوطا كبيرا لا بأس به في مجال حقوق الإنسان بتأسيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان الرسمية والإذن لمجموعة من المتخصصين بتأسيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان مؤسسة أهلية. حينما بادر نائب الملك الأمير محمد بن سلمان بمعالجة بعض الحالات الخاصة بالرأي وجدت من الواجب أن نبذل الجهد لمسألة مهمة وهي الموقوفين في قضايا أمنية تخص الرأي. وأنا في هذه المناسبة أتقدم لسموه الكريم بوافر التهنئة والتبريكات بتولي سموه ولاية العهد وتحمل مسؤولية قيادة الوطن مسترشداً بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وأدعو له بالتوفيق والسداد. سيدي نائب الملك أعرف يقيناً أن الملف الأمني في الوطن يشغل أولوياتك وأعانك الله على أعباء المسؤولية. هناك مجموعات وأفراد من أبناء الوطن بعضهم كان الكثير يشاركونهم الرؤية حول الإصلاح ومساراته وبعضهم أخذه التطرف وذهب في التأييد ولم يمارسوا العنف ولأنني أعرف طبيعة وطننا الغالي وقيادته الحكيمة لم تمارس في يوم من الأيام العنف أو الحقد وإنما كانت تنتهج الرفق والتوجيه والتحذير قبل تطبيق الأحكام الشرعية بحق المتهمين. سيدي عواصف التغيير مرت بالجميع وكلٌ تعامل معها حسب ما يعتقد والأخطاء لا تُحتَمل أوزارا قاسية والكثير منهم نالهم نصيب العقوبات ويتمنون معالجة حالتهم وهم أبناء المُستقبل والدولة ممثلة ٌ بكم نائباً للملك وكل أملهم عودة الجميع إلى التلاحم الوطني والعفو عند المقدرة وهي والحمد لله متوفرة لديكم وأكثر. نائب الملك حفظك الله نحن في أمس الحاجة إلى إنفراج وطني وعفو عام يشعر الجميع وخصوصاً أفراد عائلات الموقوفين الذين يطمعون في صدور توجيهكم حيال معالجة الملف الأمني وإعطاء الموقوفين فرصة لمعالجة الإختلالات السابقة في العلاقة والإنخراط في بناء الوطن بشراكة مجتمعية تحمي الوطن وأهله من شرور المستقبل. وفق الله الجميع لما فيه خير للوطن وأهله. عقل إبراهيم الباهلي- كاتب وناشط اجتماعي [email protected]