يتغير بعض القادة بفعل السلطة الممنوحة له، ويخرج كثير من السمات والصفات النفسية المعتلة، من خلال قيادته المجموعة في مجلس الإدارة، يخرج عديد من القادة عن مسارهم في قيادة تلك المجالس، وينسى أو يتناسى من وضع في مجلس القيادة كثيرا من القيم، من أجل الاحتفاظ بموقعه في مجلس الإدارة مهما كانت الأساليب والطرق. يتحدث أدريان فورنهام في كتابه "الفيل في مجلس الإدارة" عن مثل تلك الانحرافات، التي يحاول من خلالها تدقيق المصطلح الخاص لوصف مسار الانحرافات التي يقع فيها القادة. يتحدث فورنهام عن القائد الذي يشذ عن المسلك الطبيعي وينحرف متناسيا الأخلاق والأعراف، وتحدث كذلك عن القادة الذين يعادون المجتمع، ولا يثقون بقدرات أفراد المجتمع، وكذلك عن أولئك القادة ذوي الجوانب المظلمة، ويشير كذلك إلى القادة المستبدين والشموليين وهو الأسلوب الفردي في القيادة، وتناول كذلك القادة المدمرين وهم الذين يدمرون الجماعة أو يحيدونها أو تحييد قوة ما بواسطة شخص ما. يفرق كذلك فونهام بين القادة غير الأكفاء وهم هؤلاء الذين لا يمتلكون الكفاءة وتنقصهم الفاعلية، وبين القادة الخبيثين وهم ينشرون السلوكيات السيئة كإلحاق الضرر بأحد، أو القادة السامين إلى التأثير السام للقادة في جميع من يتعامل معهم فالمواد السامة تقتل أكثر من أن تنفر وهذا يشير إلى أسلوب آخر غير جيد في القيادة. وهناك كذلك القادة الطغاة وهم الذين يظهرون سلوكيات تعسفية واستبدادية وظالمة، ويميلون إلى اغتصاب القوة. ويشير الكاتب كذلك إلى أنه قد يكون الأشخاص الجيدون ذوي أسلوب قيادة سيئ، وهنا قام بالتفرقة بين الصفات أو السمات الشخصية، أو القوى الاجتماعية أو الثقافة الخاصة بسلوكيات العمل التي تدفع الأشخاص الجيدين لممارسة أساليب قيادية سيئة ومدمرة أو استبدادية ولا أخلاقية. تؤثر النرجسية كذلك في تدمير القائد إذا ما استغرق في ذاته وتجاوز الثقة العالية التي تتماشى مع الواقع، وقد تطغى تلك النرجسية كذلك لتجاوز القوانين والقيم والأعراف وتدمير الذات والآخرين. ولا شك أن هناك دورا إيجابيا لما يسمى علم النفس الإيجابي الذي بدأ بوصفه حركة من التفكير الإيجابي ولا يهتم بدراسة المرض والضعف والتلف فحسب، بل يفترض أنه يهتم أيضا بدراسة مكامن القوة والفضائل الإنسانية. لقد أصبح تركيز الدراسات النفسية على مكامن القوة في النفس كالسعادة و الطمأنينة والأمل والاستقرار النفسي والتقدم الاجتماعي. استخدم كل من هوجان وكايسر تصنيفا ثلاثيا مبكرا لكي يصنفوا الاضطرابات الشخصية ويشرحوا علاقتها بالانحراف عن مسار الإدارة وهي كما يلي: السعي نحو الناس للسيطرة على القلق من خلال الاتصال الاجتماعي وبناء التحالفات. الابتعاد عن الناس محاولة إدارة القلق والشعور بعدم الأمان عن طريق تجنب الناس. التحرك ضد الناس إدارة شكوك الذات من خلال الهيمنة وتهديد الناس. وهناك كذلك اضطرابات أخرى مثل هوس العظمة "الكذب، الخداع، الافتقار إلى التعاطف مع الآخرين، والشعور بالذنب والندم"، والسلوك الاجتماعي غير السوي "التطفل والاندفاع"، ويتحدث الكاتب كذلك عن الشخصية الميكافيلية وهي شخصية مناورة ومتبلدة الإحساس أو لا مبالية للاستجابات المرجوة اجتماعيا، والشخصية الميكافيلية مستغلة للآخرين. ويتقابلون مع الشخصيات التي تعمل بشكل منظم لإفساد أهداف المنظمة، من أجل الترقي وحماية أنفسهم. وأوضح هدسون وآخرون كيف أن الشخصيات ذات الجانب المظلم متحيزة جدا. فالشخصيات ذات الجانب المظلم تؤيد آراء نظرية السيطرة الاجتماعية وتدعمها. ويرون أن سمات الجانب المظلم، تسهل استغلال الآخرين في السياقات الاجتماعية القصيرة المدى للأسباب التالية: - النرجسيون متحكمون، ومسيطرون، وتواقون إلى السلطة. - الميكافيليون قد يكونون أشخاصا جذابين واستغلاليين. - السايكوباتيون لديهم طبيعة استغلالية. يتسم الأشخاص ذوو الثالوث المظلم باهتمام مرتفع بالذات وضعف التعاطف مع الآخرين، ومن ثم، فهم غير مهتمين وغير مجهزين، أو جيدين في العلاقات الطويلة المدى التي تتطلب درجة من التبادلية أو العلاقة المتبادلة. وقد يتم اكتشافهم، فهم يفضلون كما يشير الكاتب إلى استراتيجية اضرب واهرب. ختاما، يجب دائما في عمليات القيادة النظر إلى الجوانب النفسية، والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والعلم أنها تؤثر كلها في عملية القيادة، ومن هنا وجب كذلك الرجوع والتذكير أن القيادة عملية مستمرة لممارسة القيادة، ولذا فالتعلم أمر مهم في مسائل القيادة، والحذر مطلوب من انحرافات مجالس الإدارات. وبالله التوفيق،، إنشرها نقلا عن الاقتصادية