يؤكد فريق من العلماء و خبراء التغذية أن تناول بعض المنتجات، وبخاصة مشتقات اللبن والحليب التي تحتوي على بكتيريا طبيعية، قد لا تكون غير ضارة فحسب، بل أن تأثيرها قد يكون إيجابياً على المستوى الصحي. ويشير المعنيون إلى وجود اتجاه متزايد النمو لدى عدة شركات تعنى بمجال إنتاج المواد الغذائية، يدفع ليس فقط باتجاه ترك البكتيريا المفيدة في المنتجات، بل إلى تقديم أغذية تمتاز بالوجود المكثف للبكتيريا فيها. وتشمل البكتيريا المفيدة سلالات مثل "لاكتوباسيلوس روتيري" و"لاكتوباسيلوس رهامنوسوس" و"بيفيديس ريغيولاريس،" وهي موجودة في بعض المنتجات الطبيعية، مثل الحليب والزبدة و"التوفو." وكانت شركة "دانون" قد طرحت قبل فترة منتجاً يعتمد على تكثيف كمية البكتيريا المفيدة، وهو عبارة عن لبن يحمل "أكتيفيا،" وتشير الأرقام الرسمية إلى أن مبيعات المنتج في الولاياتالمتحدة وحدها فاق مائة مليون دولار. وفي هذا الإطار، يقول الدكتور غاري هافناغل، أخصائي الأمراض الداخلية في جامعة ميتشغن ومؤلف كتاب "ثورة البكتيريا النافعة": "هذه البكتيريا تبقى في الأمعاء مدة طويلة وتساعد الجهاز الهضمي في مهامه وتسهل إخراج الفضلات." ويضيف هافناغل: "لا يهم إذا كنت مصاباً بالإمساك، فهذه البكتيريا قادرة على مساعدتك،" وفقاً لمدونة "الدكتور غوبتا" في مجلة تايم. ويعمل هافناغل على تطوير نظرية جديدة مفادها أن عمل البكتيريا النافعة قد يتجاوز مهام الجهاز الهضمي ليصل إلى الجهاز المناعي، إذ أن بوسعها التصدي لبعض أشكال الفطريات والطفيليات. إلا أن عدداً من الخبراء لفت إلى ضرورة أن يكون تناول البكتيريا النافعة تحت إشراف طبي في بعض الحالات، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف ما، إلى جانب الانتفاخ الذي قد يصيب البعض في المراحل الأولى من تناول هذه المنتجات.