قضية الماء فى شمال افريقيا لدى العلامة والمفكر ابن خلدون /شكلت محور اللقاء الذى احتضنته المكتبة المعلوماتية باريانة يوم الثلاثاء فى اطار منتدى الفكر التونسى. وقد تولى السيد عامر الحرشانى الخبير والمختص فى المياه تقديم المنهجية التى اعتمدها ابن خلدون للدلالة على اهمية الماء فى منطقة شمال افريقيا كمصدر للحياة والعمران وذلك فى مؤلفه الشهير /المقدمة/. وابرز المحاضر خصوصيات القرن الرابع عشر للميلاد الاجتماعية والاقتصادية من خلال سرد ابن خلدون لطريقة العيش لدى الحضر والبدو وتاثير المناخ على السكان فى منطقة تعرف العديد من التقلبات الطبيعية مشيرا الى توقف ابن خلدون عند مسالة الماء كعنصر للترف والحضارة واهميته لدى الرومان الذين سارعوا ببناء الحنايا بافريقية كرمز للقوة والصلابة. ومن خلال قراءة علمية ودقيقة لفكر ابن خلدون امكن التعرف على حضور الماء بشكل كبير فى مختلف الجوانب التى تطرق اليها ابن خلدون فى مؤلفاته والمتعلقة بالخصوص بالفلاحة والعمران والبناءات بشمال افريقيا عامة حيث شكل الماء ولايزال منبع الحياة خاصة لسكان المدن الذين عرفوا كيف يوزعون المياه بالمنازل باستغلال العيون والحنايا الرومانية والامطار التى كانت شحيحة فى كثير من الاعوام وتاثير ذلك على الزراعة والحياة اليومية. ونوه المحاضر بالدقة التى وصف بها ابن خلدون الهياكل المائية الكبرى الموجودة بافريقية وبلدان شمال افريقيا وارتباطها الوثيق بالعمران وتطوره فى تلك الحقبة مشيرا الى تاثره الواضح بالحضارة اليونانية التى اثرت في فكره حيث كان شغوفا بطروحات ارسطو وافلاطون وغيرهما من الفلاسفة الاغريق.