ركزت جلسات اليوم الثاني من المؤتمر السنوي الثلاثين لتاريخ العلوم عند العرب في معهد التراث العلمي العربي بحلب على طرح ومناقشة موضوعات ودراسات تاريخية وتراثية مدرجة ضمن برنامج المؤتمر. وقدم الدكتور سامي شلهوب ومصطفى موالدي من معهد التراث العلمي بجامعة حلب دراسات تاريخية مقارنة للجذور التربيعية للأعداد الصم والقوانين الخاصة بها. وتحدث الدكتور محمد يوسف الحجيري من لبنان عن القيمة المعرفية الرياضية المتأتية من استنباط مبرهنة الجيوب في التراث العلمي العربي التي شكلت حجر الزاوية في بلورة علم الهندسة الكروية كنظرية رياضية ملائمة يقارب مستواها المعرفي المستوى النظري. فيما تطرق الدكتور عمر أنور الزبداني من قطر إلى اسهامات العلماء المسلمين في العلوم الأساسية في نموذج ابن جابر البتاني وجهوده في العلوم الأساسية وعلم الفلك الذي عمل على تأسيسه وتطويره ليس على المستوى النظري والعلمي فحسب وإنما أيضا على المستوى التطبيقي والعملي. بدوره لفت الدكتور نشأت الحمارنة من الأردن إلى مصطلحات الطب والمعجم التاريخي للغة العربية وحقيقة أن العرب عرفوا الاصطلاحات الطبية قبل عصر الترجمة. واستعرض الدكتور محمود الحاج قاسم محمد من العراق نظريات نشأة علم الطب ابتداء من نظرية الأرواح الشريرة التي ترتكز على الروحانيات والغيبيات إلى نظرية الوحي والإلهام إلى الاستنباط والتجربة ومن ثم النظرية الشاملة لنشوء الطب لابن أبي أصيبعة. ويناقش المؤتمر على مدار 3 أيام العديد من المحاور حول تاريخ العلوم الأساسية والطبية والصيدلانية والتطبيقية والتراث العمراني والآثار والترجمة والنقل في الحضارة العربية والاستشراق والموقف من التراث العلمي العربي بمشاركة 65 باحثا من الدول العربية. وكان المؤتمر بدأ جلساته مساء أمس بمحاضرة حول سيرة ابن فضل الله العمري واثره في التاريخ للاطباء في كتابه "مسالك الأبصار" إضافة إلى محاضرة عن التراث العلمي بالمكتبة اللورنسية في ايطاليا وعن مخطوطاتها فضلا عن محاضرات في صناعة البيطرة واهميتها واهتمام الاندلسيين بتصنيف المعاجم وفهارس الكتب واستعراض مواقف شرقية من الدراسات العلمية الاستشراقية.