قالت د. وفاء سلطان في مقابلة مع قناة عراقية: أنا لست عربية، فعندما اتكلم بها لا يعني بالضرورة أنني عربية. أنا أجيد العربية واعشقها، ولكني سورية وأعتز بسوريتي. انا من اصول سريانية وآشورية، انا من الساحل السوري، انا من اصول فينيقية، واريد استعادة تاريخي المسلوب واستعادة لغتي المدمرة، واستعادة ثقافتي. علينا ان نخلع تلك الجبة التي حشرونا فيها.. إلخ. والحقيقة أن في كلامها نوعا من التجني، لأنه كلام صادم وقاس، وقسوته تنبع من حقيقته التي يصعب انكارها. فقد أثبتت الأيام والوقائع اننا مجموعة اصفار، فلا عامل «حضاري» مشترك واحد، غير اللغة، يجمعنا، وهذا لا يكفي. فالمتحدثون بالأسبانية، الإنكليزية أو الصينية لا يدعون انتماءهم لأمة واحدة. طعامنا كعرب مختلف من منطقة الى أخرى، لهجاتنا مختلفة من منطقة الى أخرى، ملابسنا مختلفة من منطقة الى أخرى، عاداتنا وتقاليد الولادة والزواج والممات تختلف من منطقة الى أخرى. سماتنا البشرية، كعرب، تختلف من منطقة الى أخرى. ملابسنا تختلف من منطقة الى أخرى. مذاهبنا، كعرب، تختلف من منطقة الى أخرى. اشكال بيوتنا، درجة تقدمنا أو تخلفنا، أعراقنا، ثقافاتنا، كعرب، تختلف من منطقة الى أخرى. حتى نوعية أسمائنا تختلف من منطقة الى أخرى. تسميات شهور السنة تختلف من منطقة الى أخرى. ماذا بقي؟ الآمال، ليست واحدة. الأحلام، ليست واحدة. الطموحات، ليست واحدة. الأهداف، ليست واحدة. أولوياتنا غير متجانسة. مزاجنا ليس واحدا، فالقهوة في السودان معدومة، وفي لبنان شراب وطني. بعضنا يشكو من تخمة المال، ومن يفترض أنهم إخوة لنا، يلقون بأنفسهم في البحار بحثا عن لقمة عيش. حتى حقوقنا في فلسطين لا نتفق عليها، ولا نتفق على الجزر الإماراتية ولا على الأهواز، بعد أن نسينا الاسكندرون. ولكن الصديق والزميل سامي البحيري الذي استمع لكلمة د. وفاء أضاف أنه لا يتفق معها، وكتب بالتالي: انا لا اتفق مع وفاء، فنحن العرب نجتمع ونتفق على أمور كثيرة. فنحن جميعا نعتبر المرأة أدنى درجة. ونتفق على أن الرشوة «حق»، ونتفق على كراهية اليهود، وبغض المسيحيين، ونتفق على كره العمل، وعشق الكسل، ونتفق على شتم اميركا، والاستماتة للهجرة اليها. كلنا نلعن ونمنع الحب والجنس نهارا، ونشاهد أفلامه ليلا. ندين جميعا الحب في الأفلام ونسمح بمشاهد العنف والقتل فيها. كلنا نؤمن بان ابن لادن وداعش والاخوان والقاعدة صناعة أميركية، كما كانت إسرائيل، وهم خطر علينا، وكلنا تحولنا مؤخرا لنؤمن أن إيران هي الخطر الأكبر علينا. كلنا نتفق على خواء الجامعة العربية، وسوء دورها، ونتفق جميعا على عدم الحاجة اليها. فهل بعد كل هذا نحن بحاجة الى أسباب وعوامل أكثر لكي نبقى أمة واحدة، ذات رسالة خالدة غير معروفة؟ *** ما نحن بحاجة اليه حقا أن نكون كويتيين جيدين، مثلا، اكثر من حاجتنا لأن نكون «عروبيين» جيدين. فمن لا خير فيه لوطنه لا خير فيه لأحد..ايا كان! نقلا عن القبس الكويتية