ينفق السعوديون سنوياً المليارات لقضاء أشهر الصيف في مناطق ذات أجواء وخدمات مناسبة، وقد أظهرت الإحصاءات أنهم أنفقوا 40 مليار ريال في صيف 2013م وشملت وجهاتهم العديد من الدول الأوروبية والآسيوية والأفريقية والخليجية وغيرها.وفي الغالب تكون الرحلات الصيفية إلى مناطق ذات أجواء أفضل مما لدينا، إلا أننا لاحظنا مؤخراً أنها شملت مدناً ذات أجواء شبيهة بأجوائنا إن لم تكن أشد حرارة وأعلى رطوبة مثل دبي وأبو ظبي والدوحة.والفرق الرئيسي الجاذب لتلك المناطق هو الخدمات والأنظمة؛ فالسائح يهمه توفر الخدمات السياحية والمرافق المختلفة إضافة إلى أنظمة وقوانين الدولة. ولدينا جبال السروات التي تمتد بمحاذات البحر الأحمر من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وتقع عليها الكثير من المدن والقرى التي تتميز بأجواء رائعة صيفاً وطبيعة جميلة، إلا أن افتقارها للطرق والخدمات والمرافق السياحية جعل السائح السعودي وغير السعودي يفضل غيرها عليها.وإني أتساءل لماذا لاتقوم وزارات وإدارات التخطيط والمواصلات والسياحة والمالية والرياضة والإسكان والثقافة والإعلام والمياه والكهرباء وغيرها من الجهات المعنية، لماذا لاتقوم تلك الجهات بدورها في تنمية جبال السروات سياحياً وذلك بتنفيذ الطرق والمساكن السياحية والمرافق والخدمات اللازمة فبعض المناطق يصعب الوصول إليها. ولماذا لاتقوم تلك الجهات بإنشاء المتاحف والمعارض التي تحكي تاريخ وعراقة المنطقة والاهتمام بالآثار التاريخية من القلاع والمساجد وغيرها.ولماذا لا تسعى لفتح المراكز الثقافية والنوادي الأدبية وعرض الفنون الشعبية لكل منطقة وإقامة المهرجانات والأسواق المحلية المختلفة.ولماذا لا تنتشر الملاعب والمدن الرياضية وبيوت الشباب مما يشجع الأندية السعودية وربما الخليجية على إقامة معسكراتها الصيفية في مدن جبال السروات.وفي حال تنفيذ ذلك فسنرى بإذن الله تحول الوجهة السياحية لكثير من السعوديين إلى تلك المناطق وانخفاض هجرة المليارات من الريالات سنوياً إلى خارج الوطن، بل وستصبح الملاذ الصيفي لكثير من الخليجيين وغيرهم من الدول المجاورة بإذن الله. نقلا عن عكاظ