العمل الخيري ببلادنا ولله الحمد يعتبر سمة من سمات هذه البلاد، والإنسان بها ولعل أبرز الأعمال الخيرية لدينا التي يقوم بها رجال الأعمال خصوصاً هي بناء المساجد، وهذا عمل خيري كبير لهم مبرراتهم المشروعة بالدنيا والآخرة، وحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (من بنى لله مسجداً قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة) ورواه ابن خزيمة وفي الصحيحين أيضا "من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة". إذاً هذه مبررات كافية لكي تصبح المساجد هي الاتجاه الأول للعمل الخيري لمن يسعون لذلك، ولكن هل العمل الخيري والبر يقتصر على بناء المساجد، خاصة وأن الوضع "اليوم" والحياة متغيرة وبحاجة للكثير من العمل الخيري، بحيث لا يقتصر على "بناء المساجد" التي أصبح كثير من رجال الأعمال لا يجد مكانا للبناء به لمسجد أو نحوه من كثرة التبرع أو العاملين بهذا الجانب خاصة بالمدن الكبرى والمحافظات. وهذا يدعونا أن نصوب الاتجاه لأعمال خير كثيرة ويصعب حصرها وهذا مهم، والأهم التوعية لرجال الأعمال بأن العمل الخير لا يتوقف بخيار واحد وأوحد، بل هناك الكثير منه "بناء مستشفى، مستوصف، مدرسة بمنطقة نائية، تبرعات طبية؛ أجهزة أو خلافه، بناء مساكن لمحتاجين، علاج طبي لمريض، تعليم لمحتاج، رأس مال لباحث عن العمل، تأسيس شركات ووقفها للخير لتستمر، إصلاح طريق زراعي لمنطقة محتاجة، دعم معاقين بعلاج او جهاز، تأسيس ناد لمتقاعدين ومراكز صحية، ترميم بيوت محتاجين "مئات الأعمال التي يمكن القيام بها وبها الأجر الكبير بإذن الله، فكم محتاج ومريض ومقطوع من مصروف أو حاجة؟ المئات والآلاف. ولا أقول هنا بالتبرع المالي النقدي أبداً إلا بأضيق الظروف لمن يبدأ مشروع. يجب أن نوسع العمل الخيري بتوعية لرجال الأعمال وإبراز الحاجات في المجتمع وهذا دور العلماء وخطباء الجمعة والكتاب والوزارات المعنية كالحج والأوقاف والشؤون الأجتماعية، فكل رجل أعمال يريد عمل خير، ولا يجد وسيلة "يضمن" بها أن ماله سيذهب بطريقة صحيحة وأن يوجه لحاجة فعلية يحتاجها الناس والبلاد وهذا مهم أن نوسع ذلك بوضع هيكلة خاصة "للتبرعات" وندرب أيضاً الناس على العمل الخيري والتبرع وصنع الخير في مجتمعنا، ولا يجب أن نرتهن للنمطية والتكرار والمباهاة أحيانا في العمل الخيري بل المطلوب عمل فعال ينتج ويخدم ويساند ويساعد ولا يتراجع، وأنه يكون متنوعا لا يقتصر على عمل أو عملين من أعمال الخير، فمن رسخ القناعات بأن العمل الخيري يختص بعمل أو عملين؟ وهذا خطأ كبير يجب علاجه والعمل عليه سريعاً. نقلا عن الرياض