أعجب كثيرا من تراخي الأداء الجمعي لفروض تعبدية وأهمها الصلوات، على الرغم من أن تعليمنا بكل مراحله مادة الدين فيها لها مقام السبق، ولدينا وعاظ كثر من موظفين ومتطوعين وأهل احتساب، وأجد تفاوتا في أهلية من وظفوا للإمامة في كثير من مساجد وطننا القبلة سواء في إجادة الإمامة شكلا وموضوعا ناهيك عن درجة الفقه في جودة التلاوة وحسن الطلاوة صوتا وتجويدا، ولا أعلم ما انتهى إليه أمر إنشاء معهد للخطباء والائمة حتى الآن، وهل شمل كل مناطق الوطن أم هو قاصر على حواضر فقط. مناسبة موضوع هذا المقال خبران سارا في ركب الإعلام، فقد نشر عن غياب خطيب في يوم عيد الأضحى المبارك الماضي في حي النسيم في العاصمة الإدارية للوطن الرياض، وكيف بقي المصلون ينتظرون حتى فاق ارتفاع الشمس أكثر من رمحين، ولم يكن من منقذ إلا أن تقدم أحد المصلين من الباكستانيين جزاه الله خيرا وصلى بالمصلين تمهيدا للخطبة، لكن المصلين وجدوا ما لم يكن متوافقا مع رؤية بعضهم فحل الخصام مع الخشوع ولم تقم الصلاة. خبر آخر أنه بسبب تغيب خطيب جمعة في مدينة جنوبية وثالت في قرية أخرى القريبة من مكةالمكرمة، فقد أدى المصلون الجمعة ظهرا. عجبا! أين العائد الدعوي الهائل للداعين والداعيات؟ بل أين أثر التعليم الرسمي سواء في التعليم العام الذي تعلم فيه أبناء الشعب أو التعليم الديني؟ أيعقل أن لا أحد قد كان قادرا على أداء صلاة العيدين أو الجمعة من خريجي الجامعات؟ المدارس الثانوية؟ المعاهد العلمية؟ أو من الوعاظ والمتطوعين بل من كافة الناس؟. أيعقل أن تقام الجمعة ظهرا في مدن سعودية بسبب غياب الخطيب؟ وكأننا في بلد ليس فيه من درس وتعلم من فروض الكفاية في التفقه في الدين من يستطيع أن يصلي الجمعة ناهيكم أن يكون فرض عين. أتذكر هذا الوجع وكيف كان لرجل فضل وخير هو الشيخ عبدالرحمن الفريان حين زار بلادنا وفد من باكستان أو الهند قبل حين من الدهر لم أعد أذكر ليطلب معلمين للقرآن الكريم لكي يسافروا إلى تلك البلدان لتعليم القرآن، وكانت الطامة أن من تقدموا لم يكونوا يحسنون لا التلاوة ولا التجويد ولا معرفة أحرف القراءات؟ فما كان من حل سوى تبني الوفد والشيخ الفريان إقامة مدارس لتحفيظ القرآن الكريم، فكان لدينا من الصغار من يحسنون التلاوة والتجويد، لا القراءات، وبالطبع الوعي بدلالات الآيات والأحكام مما لا يعذر بجهله أحد من المسلمين إلا من رحم الله. كيف لم تقم الصلاة وعندنا دعوة ودعاة ؟ وهل السؤال يعني وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد؟ هل الخلل في التعليم أم الممارسة أم الوعي أم في التوظيف والتوصيف؟ أرجو الله ألا يكون الأمر في حاجة إلى رقية ورقاة وحبة سوداء.