يطحن صديقي سعيد ربع يومه بمجاهدة من يعتقد أنهم على خطأ، ولكونهم يختلفون عنه، سيدخلون النار لا محالة.. ومهمته هنا إنقاذهم، بالطيب أو بالإكراه.. ويوماً بعد آخر يبدو متعلقاً بفكرة أنه الوحيد الذي سينجو ومن يتفق معه، أما من يختلفون معه فمؤمنٌ بأنهم سيؤبدون في نار جهنم، ومؤخراً بدأ الرجل بتنظيم نفسه وترتيب جدول يومه وتوزيع المهمة على أصدقائه من ذات التوجه، يحاول أن وبكل مرة أن يحترق كرهاً لهم، وينجح، فيموت الإنسان به.. متحمساً يحكي لي: هؤلاء البشر أشد خطراً علينا من اليهود، بل إن اليهود حمائم سلام بجانبهم، هم الثعابين.. سامون جداً، ألم تقرأ عشرات المطويات حين كنت صغيراً مثلنا؟ أتعلم حين أنظر لوجوههم أشعر بكمية هائلة من البغض تعتمر في صدري، أصواتهم أتمنى لو استطعت إخراسها بكل مرة أستمع لها.. أنت لا تعرف.. من هم مثلي من الأتقياء يعرفون ذلك، مهمتي التي سأفني وقتي لأجلها هي تصفية عقائد هؤلاء البشر، لأني - وكما تعلم - مسؤول عن إيمانيات الناس، ومحاكمتها.. علينا إن كنا مسلمين حقاً أن نستميت لئلا تقوم لأحدهم قائمة، هكذا حدثني شيخي، وهكذا سأحدث تلاميذي الذين بدؤوا يثنون الركب لدي بعد أن أصبحت شيخاً تحت التدريب، ليسوا أحراراً فيما يفعلون، نحن كذلك فقط.. منطق الحرية الذي تتشدق به في كل مرة نجلس بها معاً دعه جانباً، فهو ثانوي.. حقدك الصادق عليهم هو القيمة الإنسانية الأولوية، هل فهمت أيها المستنير؟ يا رجل المحبة والتعايش وبقية هرطقات أهل الغرب الذين يريدون ببلادنا كل سوء.. الآن كف عن إشغالي يا متغافل لدي ما هو أهم من التبرير، لدينا هجمة مباركة على مواقعهم، أتمنى لنا العون من الله. نقلا عن الوطن السعودية