قد يكون الديمقراطيين الأمريكيين أكثر اتزانا في تصريحاتهم السياسية عن الجمهوريين مع الانتخابات الأمريكية وحتى بعد ها وفوزهم بالرئاسة وكان هذا واضحا من تولى السيد اوباما إدارة البيت الأبيض وبالرغم من اتزانهم في تصريحاتهم إلا أنهم والجمهوريين وجهان لعملة واحدة وهم على درجة كبيرة من الاصطفاف إلى جانب المحتل والمستعمر الإسرائيلي ,والاتزان هذا ليس معناه أن اوباما أفضل بكثير من أي رئيس سوف تأتي به الانتخابات الرئاسية الأمريكية سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا , ففي كل انتخابات أمريكية يستخدم المرشحين للرئاسة القضية الفلسطينية للترويج للانتخابات ولحشد أصوات الأمريكيين لأحزابهم ولكن لم نكن نتوقع درجة عدم الاتزان والتطرف التي وصل إليها مرشح الحزب الجمهوري الأمريكي نيوت جينجريتش في حديثه بولاية (ايوا) الأمريكية . لقد وصل مرشح الرئاسة الأمريكية للحزب الجمهوري "نيوت جينجريتش" إلى أخر درجات التطرف الأمريكي في تصريحاته المخيفة ويعتقد بتصريحاته هذه انه سيكسب ود اليهود الأمريكيين إلى صفه ليتغلب على خصمه وبالتأكيد انه سيكون اوباما , ولا اعرف ماذا سيقدم لليهود اوباما بعد "نيوت" الذي اعتبر "أن الفلسطينيين شعب قد تم اختراعه وهو شعب إرهابي"وعاد و أكد بأنه لن يتراجع عن تصريحاته هذه, وهنا نسي السيد نيوت التاريخ واعتقد انه يعرف أن الشعب الأمريكي أصلا له تاريخ فهو بالأصل شعب مستعمر تجمع من أصقاع الأرض كما اليهود بفلسطين ,وهذا الشعب المستعمر جاء من انجلترا وايرلندا وألمانيا بالإضافة إلى أفريقيا ومن كان يقطن أمريكا قبل مجيء أجداد نيوت المتطرفين هم قبائل المايا والهنود الحمر و اللاكوتا والقبائل الأخرى وكان عددهم يقدر بحوالي ثمانية ملايين نسمة في العام 1432ميلادية وبعد الحروب الأهلية الأمريكية تناقص هذا العدد بفعل المذابح لحوالي 250000 بالعام 1900 , وعند قدوم الأوروبيين والانجليز و الأفارقة إلى الأرض الجديدة كان يطلب من القتلة والمحكوم عليهم بالإعدام بتلك البلاد النزوح إلى الأرض الجديدة وهي أمريكا مقابل عفو عام عنهم , ولعل السيد نيوت لا يعرف انه بالأصل ابن لأجيء لأمريكا وقد يكون أجداده نزحوا إلى أمريكا واستعمروها مقابل عفو عنهم من حكم الإعدام ,و لعل تصريحاته العنصرية تبين انه لا يعرف تاريخ شعبه ولا تواريخ الشعوب المضطهدة بالعالم وتصريحاته هذه تعتبر استخدام عنصري لقضية شعب ناضل على مدار مائة عام وأكثر ليواجه المحتل الإسرائيلي ويقاوم جرائمه التي يغفل عنها القانون الدولي حتى الآن . لان السيد نيوت ليس من أصل أمريكي فقد رضي أن يكون مرتزقة من الآن فصاعدا ليعمل عند اليهود ويستأجروه ليكملوا حلمهم في فلسطين وهذا مقابل دعمه بالانتخابات والصمت على تهجير الفلسطينيين من ديارهم وعدم التحدث في القضية الفلسطينية كقضية تعكر السلام بالشرق الأوسط خلال فترة حكمه وتوليه إدارة البيت الأبيض ,ومن هنا يتبين أن اللاعب القوي في ورقة الانتخابات الأمريكية هم اليهود , لهذا فان لعبة الانتخابات في أمريكا لعبة قذرة يتحكم بها تجمعات صهيونية مؤثرة بالمجتمع الأمريكي وهذا ما سيجعل أمريكا عاجزة عن أداء دورها المركزي في قضايا العالم دون إرضاء لليهود ودون تحقيق رغبات اليهود في فلسطين و البلاد العربية وبالتالي فان أمريكا باتت أسيرة لهذه الرغبات ,وهذا ما يلقي بآثاره الضارة على عملية السلام الشامل في المنطقة العربية ويبدو أن رغبات اليهود ستجعل من المرتزقة من الرؤساء الأمريكيين خداما للمشروع الصهيوني الكبير, وهذا يتعارض مع الطموح الفلسطيني و المسعى العربي السلمي لحل القضية الفلسطيني على أساس العدل الدولي الذي يتحقق من خلال دولتين لشعبين تعاد من خلالها كافة الحقوق التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي من الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين . قد يفوز نيوت برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية ويمضي في تصوراته وتطرفه الأهوج وهذا ما يدفع المستوطنين واليهود بفلسطين لارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق الفلسطينيين التي لم يحاسبوا عليها بفعل التغطية الأمريكية حتى الآن , ومع هذه الجرائم بالطبع سيدافع الفلسطينيين عن أرضهم ودماء أبنائهم وتاريخهم , بالتالي فان المنطقة تكون على أبواب دائرة عنف وإرهاب دولة منظم ومقصود , ومع هذا العراك الانتخابي الغير حضاري واستخدام المعاناة الفلسطينية لغرض الانتخابات الأمريكية بات مهما أن يتنبه العرب الأمريكيين وأصدقائهم من الأمريكيين الأحرار أن يحشدوا من الآن فصاعدا حشودهم ويتولوا إطلاق حملات تلتقي المجتمع الأمريكي المتحضر في كل مكان من خلال اللقاءات والزيارات المجتمعية و التحاضر بالجامعات و الكليات وكل أنواع العمل الإعلامي من مواد مطبوعة وجرائد وبرامج للبث الفضائي تقنع الناخب الأمريكي أن أمثال نيوت كذابون ولا يعنيهم وجه أمريكا ولا يعنيهم أين سيقودوا أمريكا بقدر ما يعنيهم فوزهم بالانتخابات وهذه دعوة واجب تلبيتها حتى يسعي العرب والأمريكيين الأحرار المدافعين عن الإنسان و حقوقه بالعالم و دعاة السلم الدولي والتعايش بين الشعوب وأصحاب نظريات تلاقح الثقافات وتسامح الأديان بأن يسقطوا أمثال نيوت هذا و يبثوا الحقيقة دون توقف لتصل لكل ناخب أمريكي يرغب أن يعيش العالم و أمريكا في سلام. [email protected]