هاني العقاد المتربصون بمصر نوعان ,نوع ممن يدعون أنهم أبناؤها وللأسف والنوع الأخر من أعداؤها وأعداء الأمة العربية, والأعداء يعتمدوا اعتمادا كليا على جهل النوع الأول وحبه لذاته على حساب مصر , و النوع الأول بالتالي لا يعرفون شيئا إلا مصلحتهم الفئوية الضيقة التي تعلو على مصلحة مصر وهم قلة قليلة ,وأعداء مصر من الصهاينة هم الأداة الخفية التي تغذي حقد أصحاب الفئوية سواء كانوا أقباط أو غير أقباط ,سواء كانوا من فلول النظام السابق أو من تجار الفوضى والحروب التي يمتص فيها دماء الشعب , يخطئ الجهلاء من يعتقدوا أن بعض المصريين سيفرطون بتاريخ مصر وعظمتها ,وكبريائها العربي وقلبها النابض بالعروبة ,وظهرها الذي أوصل كل المكافحين من اجل الحرية والاستقلال إلى الحرية والاستقلال , و جندها الذي لا يعشقون إلا ترابها ,وفلاحيها الطيبين الذين يغرسون كل يوم مائة مليون سنبلة في أرضها ويسقونها من حبات العرق المصري المنهمر من جباهم المشرقة , كل هؤلاء لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفرطوا في مصر و وحدتها وتاريخها ومجدها وتراثها العربي الأشم , كل هؤلاء يعرفون أن ما حدث من أحداث في ماسبيرو هي أحداث ليست الدافع ورائها حقوق ضائعة ولا حرية مسلوبة ,ولا شعائر دينية ممنوع ممارستها ,وإنما فيروس استعمار دخلت إلى عقول البعض ليخرجوا مع الخارجين على وحدة هذا الشعب و وحدة مصر وعبثت هذا الفيروس بعقولهم لإذكاء نار الفتنة وجعلها تلك النار التي تدمر السلام والأمن في الشارع المصري وتعيق إعادة مصر إلى أيام القوة المعروفة بتاريخها أيام كلمة الوحدة العربية أبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هي السيف الذي نقاوم به الاستعمار. إن المؤامرة التي تحوم حول مصر هي مؤامرة خيوطها تبدأ من غرف المخابرات الإسرائيلية و الأمريكية في تل أبيب و واشنطن وتمر ببعض المستفيدين من حالة الفوضى بالشارع المصري لتفتيتها وتقسيمها إيمانا منهم أن انقسام مصر وتشتت أبنائها وتفكيك جيشها وعدم قدرتها على النهوض من جديد لتتولى دورها المعتاد بالأمة العربية هو من صالح إسرائيل , و لعل تقسيم مصر إلى دوليتين أو ثلاث دول لن يعود بالنفع إلا على إسرائيل ومن وراء إسرائيل و يعود بالنفع على من يريدون بمصر شرا لتصبح ذلك القلب العليل ومادام قلب الأمة العربية مشغول بمرضه وسقمه وانقسامه واعتلال صفوفه فأن هذا حسب تخطيطهم سيثني مصر عن دورها العربي وسعيها العربي لعزة ورفعة الكرامة العربية . كل الاستغراب لبعض المنادين بتدخل أجنبي لحماية كنائس مصر وأقباط مصر وكأن القتل فيهم بلغ قتل الفلسطينيين على أيدي اليهود ,وكأن السجون مليئة بهم ,وممنوعون من الوصول إلى كنائسهم ,وممنوعين من الإعلان عن أنفسهم أنهم من أهل الكتاب وان دل هذا النداء الخبيث فانه يدل على أن المستعمر قد ادخل شياطينه داخل صفوف المصرين وبدأ يغزل خيوطا ليصطاد فيها من أصحاب الأنفس المريضة والضعيفة لتخريب الصف المصري وهو الآن بالطبع يدخل السلاح المحرم ليوصلها ليد كل من يريد أن يصطاد أبناءها, وما حصل من جرائم وقتل وقنص لبعض المحتجين في ماسبيرو اثبت أن مصر تحتاج إلى تنظيف من الآن فصاعدا لآن بعض العناصر وصل إليها السلاح وقد دخلت إلى أراضي مصر بشكل غير قانوني وعناصر أخري اعتبرت نفسها من أبناء مصر وأخذت تضرب الصف الداخلي المصري حتى ينهار إجماع المصرين على مصر الواحدة , مصر القوية , مصر العفية , مصر عمق الأمة العربية وقلبها الحقيقي. إن ضرب وحدة مصر قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية المصرية هو الهدف حتى يستحيل معها إجراء الانتخابات وبالتالي تبقي مصر بلا حاكم وتبقي بلا رئيس شرعي وتبقي بلا وجهة سياسية وتبقي بلا رسالة عربية وتبقي بلا دور فاعل في أزمات المنطقة العربية و عندها يتم تقسيمها إلى دويلات , وإن ضرب وحدة مصر لا يمكن أن ينجح إلا من داخل مصر فبالتالي فان الأيدي التي تعبث بأمن و استقرار ومستقبل مصر قد تكون أيدي يهون عليها تراب مصر ويهون عليها تاريخ مصر و يهون عليها وحدة مصر مقابل حالة سياسية ضعيفة ومؤقتة سرعان ما سينهيها ويسقطها شعب مصر الأصيل الواعي ,القوي ,المؤمن ,العربي الأصيل. لقد بات واجبا على كل أبناء مصر وأبناء الأمة العربية الدفاع عن وحدة مصر وإسقاط وكشف المؤامرة التي تحوم حول مصر لتبقي مصر التاريخ ,مصر القلب العربي القوي الذي ينبض بحب العالم العربي اجمع , ولقد بات واجبا على شعب مصر العظيم أن يكشف كل المتآمرين المنتفعين من حالة ضعف مصر وانقسامها وتقديمهم إلى محاكمات عادلة أمام الجميع ,ولقد بات واجبا على جيش مصر حماية كافة الحدود و الموانئ والمطارات لمنع إدخال أي سلاح غير شرعي لعصابات التطرف الأعمى وكشف الدخلاء على مصر وكشف دورهم المشبوه بغض النظر عن جنسياتهم لأنهم متربصون بمصر وأمنها واستقرارها و وحدة أبنائها ,و عليهم البدء فورا بإجراءات حماية الشارع المصري من العبث السياسي والطائفي لان هذا هو مدخل الاستعمار والتنبه والتيقظ لما هو قادم , حمى الله مصر وأبقاها عزا وسندا لكل أبناء الأمة العربية . [email protected]