لم يعد الاهتمام الرياضي حكراً على الرجال فقط ولا التشجيع لكرة القدم وغيره من الألعاب محصوراً داخل المجتمع الذكوري، لقد أصبح المشهد الرياضي مشهداً عاماً بين الرجال والنساء، وهو مشهد تنشغل به كافة فئات المجتمع، وهم جميعاً داخل هذا المشهد الرياضي العام والعالمي. من هنا فإن المتابع للمباراة الرياضية في الدول الغربية والعربية سوف يجدنا استثناء وسط هذا العالم، ذلك أن المرأة العربية والأجنبية تدخل مثلها مثل الرجل إلى ملاعب كرة القدم إلا في مجتمعنا فنحن أمام حالة اجتماعية استثنائية وفريدة معاكسة لمجتمعات العالم، حيث نضع المرأة هناك في ركن قصي محصورة ومحاصرة بفعل العادات والتقاليد الاجتماعية التقليدية التي تحولت إلى سلطة على أذهان الناس وأفكار العامة والبسطاء وأصحاب الفكر التقليدي والمعادي للمدنية والحداثة. إن دخول المرأة السعودية إلى الملاعب ومن ثم إيجاد مدرجات نسائية في هذه الملاعب ينبغي أن يكون وفق ضوابط وأدبيات تضعها الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبحيث يكون هناك مداخل للنساء إلى ملاعب كرة القدم وهو ما لا يتعارض مع كل الأعراف والعادات والتقاليد وفي البدء مع الشريعة الاسلامية التي جعلت المرأة في منزلة كبيرة وعالية وكرمتها بما يليق بها. إن المرأة السعودية وصلت إلى مستويات علمية وثقافية ومعرفية رفيعة وراقية ومن الخطأ أن نتعامل معها على هذا النحو بمنطق تقليدي وبنظرة معادية لها، ولا بد من أن تتغير النظرة إلى المرأة السعودية والنظر إليها بكثير من الاحترام والتقدير والاجلال وجعلها في المواقع التي تليق بها. وهذا النموذج وغيره للمرأة السعودية هو الذي ينبغي أن نراه في كل مكان، في المدرسة والجامعة وميادين العمل وفي المدرجات الرياضية، إذ من حقها مشاهدة مباريات كرة القدم وغيرها من الألعاب الأخرى. علينا أن نزرع الثقة في نفوس وأذهان الذين ينظرون برؤية معاكسة للمرأة السعودية وأدوارها في الحياة العامة، وعلينا أن نجعل للمرأة مواقع في كل الأمكنة لأنها واجهة حضارية تشرف هذا البلد لأنها الطبيبة والأديبة وأستاذة الجامعة والكاتبة والشاعرة والمبدعة أيضاً وغداً سوف تصبح عضواً في مجلس الشورى وفي المجالس البلدية. نقلا عن عكاظ