ثلاثة محاور يستند عليها المجتمع.. الدين واللغة والتاريخ ومن خلال هذه المحاور يمكن بناء هذا المجتمع بناء حضارياً يستند على نظام مدني عبر دولة مدنية يشكل الدين مرجعيتها واللغة خطابها ولسانها والتاريخ هويتها. ولكي تؤسس لمجتمع عربي ناهض وحقيقي لا بد أن يكون المجتمع مؤسساً ومبنياً على المعرفة.. وأن يصبح الإنسان هو فاتحة ومقدمة لهذا التأسيس وهذا البناء لأن الإنسان هو القيمة الأهم والأرفع والأسمى في تراتبية المجتمع ليس بوصفه رقماً في هذا التراتبية ولكن بوصفه قيمة ولا أهمية وقيمة لتنمية ما لم تأخذ في الحسبان بأهمية وقيمة المواطن كونه يمثل صوتا قويا في معادلة البناء والتنمية والمشاركة الاجتماعية والوطنية والسياسية. إن المشكلة الكبيرة التي تعاني منها بعض المجتمعات العربية هي تهميش دور المواطن في زمن لا يمكن أن تقوم بهذا التهميش ومحاولة إقصاء هذا المواطن بعيداً في حين نجد أمامنا أجيالا جديدة تجاوزت كل ما هو تقليدي في المعرفة أنها أجيال متصلة بوسائل العصر الذي ننتمي إليه أي أنها في حالة اتصال وليست في حالة انفصال ومن هنا تبدو فكرة الاهتمام بالأجيال الجديدة ضرورة وهدف. إذ ثمة انقلاب اليوم على ما هو قديم وتقليدي، وثمة خطاب ثقافي تقوده أجيال جديدة تستخدم كل تقنيات العصر وهي تمثل لحظة افتراق بين عالم قديم بدأ يتهاوى ويسقط على المستوى السياسي والفكري والأيدولوجي عالم جديد ومختلف يؤسس لفهم جديد لما ينبغي أن تكون عليه المجتمعات، والسؤال كيف يمكن مخاطبة هذه الأجيال الجديدة عبر كتابة جديدة. لقد تطورت وسائل المعرفة إذ لم تعد حكراً على الكتاب فقط والصحيفة والمجلة، إنها أفق معرفي واسع، نحن أمام كتاب كوني مفتوح على فضاءات العالم عبر هذا العالم الافتراضي وأمام تعددية معرفية وثقافية مستمرة بدءاً بالأدب بكل تنوعاته إلى ثقافة الصورة بكل سطوتها وسيطرتها. ولان المجتمع قائم على المحاور الثلاث الدين واللغة والتاريخ ينبغي القول أن الإنسان هو ضوء هذه المحاور وهو الركيزة والأساس ولأننا أمام ثورة معرفية تقودها أجيال جديدة تحاول الانفصال عن ماضيها. [email protected] نقلا عكاظ