تسود المنطقة هذه الأيام حالة نشطة من اللقاءات الامريكية الاسرائيلية تهدف لإخراج حالة عملية السلام من حالة الجمود الخطير الذي أصابها والانتكاسة القاتلة التي آلمت بها خاصة بعد الفيتو الأمريكي الذي احبط قرار دولى يدين الاستيطان في فلسطين وخاصة حدود العام 1967 وهي الحدود المتوقعة للدولة الفلسطينية , ويدور الحديث بكثافة عن مبادرة إسرائيلية جديدة يعكف نتنياهو على إعدادها وتتمحور في "دولة فلسطينية بحدود مؤقتة " يجري على خلفيتها التفاوض في باقي القضايا ,وتفسر بعض الأوساط أن هذا التحرك يضغط في اتجاه إجبار إسرائيل على دفع ثمن الفيتو الأمريكي الأخير وتكون الحركة "واحدة بواحدة " , حيث وصلت إسرائيل نهاية الأسبوع المنصرم أعضاء كبار في مجلس الأمن القومي الأمريكي وبالتحديد " "دينس روس و ويفرد هوف" للاجتماع مع نتنياهو وباراك و بالتأكيد فان الاجتماع تمحور حول إخراج المنطقة من حالة الجمود السياسي الذي يقلب الأمور الآن في العالم العربي ويؤثر على التحرك الأمريكي للاستفادة من حالة التغيير بالعالم العربي لصالح سياسية أمريكا الخاصة, لان أي مرونة في الموقف الأمريكي الآن سيكون تأثيرها بالإيجاب على أي علاقات أمريكية جديدة مع الأنظمة العربية الجديدة وهذا في وجهة نظري حركة استباقية أمريكية محسوبة التوقيت موجهة نحو العرب لا أكثر ولا اقل . لقد استبق نتنياهو التحرك الامريكي قبل ايام بمسخرة الدولة الفلسطينية المؤقتة ,أي ذات الحدود المؤقتة ,وهذا ليس من باب الصدفة ولا من قبيل حسن النوايا الإسرائيلية و انما بتوجية كامل من الولاياتالمتحدةالأمريكية , ومن يتعمق في قضية الفيتو وما سبقها من تحركات واتصالات بين الإدارة الأمريكية واطراف النزاع يلاحظ أن أمريكا عقدت صفقة مع نتنياهو مقابل إحباط قرار مجلس الأمن لإدانة الاستيطان أي الفيتو الأمريكي الأخير, وتقضي الصفقة أن تستخدم أمريكا حق النقض الفيتو مقابل مرونة إسرائيلية في موضوع مشروع حل الدولتين وهذا الذي قاد نتنياهو الآن لصياغة مبادرة إسرائيلية متطرفة على أساس دولة بحدود مؤقتة وبالطبع كانت هذه الصفقة من صالح إسرائيل لان مشروع القرار يعنى الكثير في شؤون السياسية و خاصة عندما نتحدث عن استيطان في زمن يسارع فيه الفلسطينين على حشد من دول العالم بدولتهم القادمة ويسارع فيه الفلسطينين لاستكمال مؤسسات الدولة الحديثة . أن مجرد الاستماع لحديث الدولة ذات الحدود المؤقتة وهو حل مؤقت لا يمكن لاي فلسطيني القبول بة لانه يعتبر مسخرة سياسية لا تقودها إسرائيل فحسب بل وأمريكا ذات الوجه الأسود الآن و صاحبة الشعارات الديمقراطية المزيفة وصاحبة الحرية الموبوئة ,لان أمريكا نسيت ان الدولة الفلسطينية المؤقتة قائمة بالضفة الغربية و قطاع غزة منذ اكثر من خمسة عشر عاما وسعت اسرائيل لتدميرها وايقاف امتدادها ونموها والمبكي أن الادارة الامريكية سرعان ما تسعي و بكل طاقتها لإيجاد دولة كاملة السيادة في أي جزء ينشطر من أي كيان عربي وتسعي لان يحصل شعوب الأمة العربية الطالبين بحقوق سياسية كاملة دون أن تعترف بضرورة حصول الفلسطينيين على حقهم في إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة بحدود دائمة و معترف بها دوليا ولا تسعي لان تنهي أقدم و آخر احتلال في العصر الحديث. إن التغير في صور الحل و تبديل محاور التفاوض من قبل الاسرائيلين يقصد به خلط الأوراق الفلسطينية و تشتيت التركيز الفلسطيني وهذا اصبح استراتيجية اسرائيلية معروفة لمواجهة الضغط الدولى المتزايد بضرورة قيام دولة فلسطينية كاملة السياده على حدود العام 1967 تتيح لها فرصة التهرب من استحقاق السلام النهائي والقائم على العدل و حل كافة القضايا الرئيسية بما يحقق الثوابت الفلسطينية, وما يبرهن هذا ان الإسرائيليون يتحدثون في قضية السلام المؤقت من خلال توسيع الحكم الذاتى ليصبح دولة بحدود مؤقتة , فهذه الدولة تعنى النسخة الثانية من اوسلو , بل اقل جودة من أوسلو الاولى لاضاعةعشرون عاما قادمة على حساب الحل النهائي وحق تقرير المصير, وتعني بقاء الصراع والهيمنة والقمع والقتل والتهويد والاستيطان الإسرائيلي برضا فلسطيني تام وبشهادة دولية . إن القضية التي تؤذي القضية الفلسطينية اليوم كثيرا هي قضية الاستيطان والذي يقصد به خلق وقائع تجبر الفلسطينيين على قبول دولة بحدود مؤقتة وهذا يكشف و يفضح المصداقية الأمريكية و بالتأكيد سيجعل من أي أوراق تطرحها أدارة البيت الأبيض بالعالم العربي الجديد أوراق لا ثقة فيها و أوراق لا يقصد بها مصلحة الحكومات ولا مصلحة الشعوب و يؤكد للعرب أن أمريكا لها وجوه متعددة و ليس لها أصدقاء ولا حلفاء دائمين إلا إسرائيل. خاص بالوكاد