أكبر شركة نفط في العالم، أكبر منتج في العالم، أكبر مبيعات في العالم، أعلى إيرادات مالية توفرها الشركة، معظم دخل المملكة أي ما نسبته 85% من إيرادات الدولة من مبيعات شركة أرامكو النفطية، أي نتحدث عن إيرادات تقارب 800 مليار ريال سنويا وأكثر، وأدرك أنها لا تذهب لخزينة الشركة، ولكن لوزارة المالية والشركة مملوكة من الدولة بنسبة 100%، أي لا شراكة أو أسهم مطروحة أو أي طرف آخر دخل في سمن ودقيق أرامكو النفطي، قرأت بالأمس أن الشركة وقعت تسهيلا إئتمانيا بمقدار 4 مليارات دولار أي ما يقارب 15 مليار ريال مع مجموعة من المصارف المحلية العالمية لتوفير التمويل وسيمتد عقد التمويل إلى مدى 5 سنوات (طبعا بفوائد بنكية) وهذا التمويل الجديد 15 مليارا سيحل محل تسهيل سابق تم في 2006 مقداره 3 مليارات دولار أي 11.25 مليار ريال، وهذا مستحق السداد في ديسمبر 2011 أي بعد سنة من اليوم. وأضاف بيان شركة أرامكو أن هذا التمويل "يعكس القوة الإئتمانية لأرامكو واستمرار الثقة بالشركة من قبل المجتمع المصرفي العالمي، وذلك على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها سوق الأئتمان العالمية". هذا هو النص كما نشر صحافيا. حقيقة لم أستوعب لماذا تقترض شركة حكومية عملاقة أمولا تعتبر زهيدة مقارنة بمبيعاتها وأرباحها المحققة، وحسب معلوماتي التي أعرف مما قرأت وسألت أن تكلفة استخراج برميل النفط في المملكة لا تتجاوز 4 دولارات إن لم يكن 3 دولارات وأقل، وسعر البيع اليوم يلامس 85 دولارا ومتوسط السنة الحالية هو 75 دولارا ولكم حساب نسبة الربح. وأدرك كما ذكرت أن الشركة لديها مشاريع مستمرة من حفر وتنقيب وبحث وغيره وهي بقرضها هذا لم أستطع ااأستدلال لماذا تريد القرض؟ وأدرك أيضا أن الشركة لا تنشر ميزانيات أو أرقاما، وهذا موضوع قد يكون سياديا أو سريا لا أعلم، ولكن المبيعات والإيرادات تتجه لخزينة وزارة المالية ومنها تمول الميزانية العامة للدولة والإنفاق إلى آخره. ولكن أعود لسؤال لماذا تقترض أرامكو؟ ومبيعات يوم واحد بأسعار اليوم تصل إلى 800 مليون ريال بنصف شهر يمول هذا القرض؟ وهل هذا يعني أن أرامكو ليس لديها دخل موارد مالية رغم كل ما تبيع؟ ولا يخفى على متابع اقتصادي أو غيره، أن صناديق الدولة من صندوق الاستثمارات العامة أو الأرصدة المالية لدينا بالمملكة الآن تقارب 3 تريليونات ريال (المليار ألف مليون) فماذا يمثل مبلغ 15 مليارا أو 30 مليارا حين يتم تمويل شركة أرامكو بهذه المبالغ من صناديق الدولة الضخمة التي تبحث عن فرص استثمار أو إقراض؟ لم أفهم وأستوعب حقيقة وأتمنى أن أجد من يجيب عن سبب توجه أرامكو للإقتراض وصناديق الدولة هي في أعلى مستوياتها النقدية حاليا، خاصة أن صندوق الاستثمارات العامة مول شركة سابك والمجموعة السعودية وشركة البحري وغيرها بقروض حسنة أو نحو ذلك، لماذا توقف عند أرامكو؟ وتتجه للإقتراض بتكلفة عالية وخدمة لديون عالية يستفيد منها بنوك سواء محلية أو خارجية، وهذا مكلف جدا لخزينة الدولة، وأشبهها بأب يملك مليارات الريالات وأجبر إبنه على أن يقترض 50 ألف ريال لشراء سيارة بالتقسيط وسوف يسددها 80 ألف ريال؟ ماذا يحدث؟ من يشرح لنا؟ نقلا عن الرياض