قال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ د. عبدالرحمن السديس – في كلمة له عقب إمامته صلاة العشاء بالحرم النبوي: علينا أن نتماسك مع ولاة أمرنا – حفظهم الله – , وعلينا جميعا ألا نصغي للشائعات المغرضة والافتراءات , وأن نحرص على البشائر والتفاؤل والأمل فهي غمة عما قريب تنقشع بإذن الله وإن بوادرها لظاهرة للعيان , وعلينا أن نلجأ إلى الله عز وجل بالدعاء , فالدعاء سلاح عظيم " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم " , الدعاء بأن يحمي الله هذه البلاد ويحمي المسلمين والعالمين أجمعين من شر هذا الوباء. وأضاف : تعلمون ما ابتلي به العالم من هذه الجائحة العظيمة , وهذه النازلة الخطيرة , ولا شك أنه ابتلاء وامتحان من الله جل وعلا قال الله سبحانه: " ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين " , ولم تخل بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية من حلول هذا البواء وانتشاره , وإن الواجب علينا جميعا الرضا بقضاء الله وقدره , " إنا كل شيء خلقناه بقدر " , فالأمر لله جل وعلا , كما أن الواجب على العباد أن يقوى إيمانهم بالله جل وعلا , وأن يكون حسن ظنهم بالله تبارك وتعالى عظيما , وأن يقوى يقينهم , وأن يلتجئوا إليه فلا ملجأ من الله إلا إليه , ثم إن الواجب على المسلمين جميعا أن يأخذوا بالتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية. وقال: اتخذت هذه البلاد المباركة عديدا من الإجراءات والتدابير الوقائية كلها تصب في مصلحة حفظ النفس , وحفظ البدن وحفظ المهج والأرواح لأن مسؤولية حفظ الأنفس مسؤولية عظيمة , وواجب الولاة أن يقوموا بها بحق مواطنيهم والمقيمين على أراضيهم , وقد ضربت هذه البلاد المباركة أروع الأمثلة في تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية , المنطلقة من شريعتنا الغراء , ومقاصد وقواعد ديننا الإسلامي الحنيف , منها قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح , وقاعدة المشقة تجلب التيسير , والدفع أولى من الرفع , وهي ما يعرف بالقاعدة المعروفة الوقاية خير من العلاج , وكان للحرمين الشريفين النصيب الأعظم من اهتمام الدولة المباركة في الحفاظ على أرواح قاصدي الحرمين الشريفين , وقاصدي وساكني مكةالمكرمة والمدينة المنورة , وإن واجبنا جميعا التعاون مع ولاة أمرنا – حفظهم الله - , والسمع والطاعة لهم بالمعروف لأن حكم الإمام في الرعية منوط بالمصلحة , " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " , وقد اتخذ ولاة الأمر - حفظهم الله - إجراءات مباركة وموفقة ومسددة منطلقة من حرص القيادة الرشيدة على أرواح الناس. وأضاف : كلنا مسؤول في التقيد والالتزام بهذه الإجراءات الاحترازية والقرار في البيوت , والبقاء في المنازل لأن ذلك مقتضى الشريعة , وقد جاء الحجر بأدلة مستندة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , قال الله عز وجل : " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " , " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " , وفي هذه الإجراءات مصلحتنا جميعا حفظ أبداننا وأنفسنا وأرواحنا , ومن أعظم مقاصد الشريعة حفظ النفس , كما ينبغي أن نحرص على أخذ الأمور من مصادرها من مصادر التلقي الموثوقة كالجهات الأمنية وهنا يشكر رجال أمننا على جهودهم المباركة في الحفاظ على أمن هذه البلاد المباركة , كما أن لإخواننا أبطال الصحة جهود مباركة وينبغي علينا أن نتعاون معهم ونشكرهم على جهودهم العظيمة.