بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون أ.د. عمر السيف وعدد من المثقفين والإعلاميين أقام فرع الجمعية بالرياض ندوة بعنوان (المعري بين الشك واليقين) قدمها الكاتب الدكتور نبيل الحيدري فيما ادارها الاستاذ عبدالله القنيني والذي بدأها بتعريف سريع عن المحاضر موضحاً أن الدكتور نبيل الحيدري من مواليد بغداد عام 1960م تخصص في الدراسات الإسلامية والأدب العربي، درَّس في جامعات بغداد وبيروت ولندن، له بعض الكتابات والمؤلفات والدارسات الفكرية الأدبية، عاش أستاذاً في إيران لمدة ثمان سنوات بين جامعة طهران والحوزات الإيرانية (قم) (1981-1989م) و أمضى حياته العملية بالمشاركة في العديد من الندوات والمؤتمرات في أكثر من أربعين دولة على مستوى العالم, ثم تحدث المحاضر عن المعري فقال: هو العبقري المتميز الذي تجاوز زمنه كما تجاوز مكانه ومجتمعه إلى أفق رحب واسع لا يعرف الحدود في الفكر والفلسفة والادب فواجه التعصب والتكفير والتزمت الذي نقله من المعرة إلى بغداد التي كانت مركز التنوير, وبعدها رجع إلى مدينته فسجن نفسه في بيته ليكتب الشعر والادب ويجيب على الرسائل الكثيرة من أصقاع الدنيا إلى أن مات في قصة غريبة. ثم كشف الدكتور الحيدري بأن كبار قومه في العراق والشام وغيرهما أقروا له على رقيه وعبقريته وعلو مكانته شعراً وادباً وفكراً وثقافتاً, وهو في عصر ازدهار لغة الضاد واهلها, لذلك تجده يؤرخ للحياة بمختلف أبعادها وظروفها آنذاك, ويمكن دراسة الحياة السياسية والادبية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والدينية وغيرها من خلال ما قدمه المعري آنذاك من نتاج ضخم رغم ضياع الكثير منه, ولكنه بات غريبا في بلده بسبب تكفيره وإخراجه من الملة, إنه جامع الأضداد أو صاحب المتناقضات كما أدعى البعض, وتم مناقشة هذا الادعاء حيث عالجنا قصة التناقضات فلم نجد من التناقضات شيئا. ثم فتح الباب للحوار والمداخلات حيث أجاب عنها د. الحيدرى بعلمية وموضوعية مما جعلها ندوة رائعة متميزة.