أصبح تعاطي المخدرات في الوسط الجامعي ظاهرة تنذر بالخطر وساهمت في زيادة العنف في المؤسسات التعليمية لاسيما في غياب الإرشاد النفسي الذي من شأنه أن يحلل أسباب لجوء المراهقين إلى الإدمان على المخدرات الذي يمثل أكبر نسبة من مجموع القضايا المطروحة في المحاكم إذ يعد هاجسا كبيرا نظرا لنتائجه الوخيمة على كافة الأصعدة، خاصة وأن العصابات المروجة للمخدرات صارت تستهدف ضحاياها في المؤسسات التعليمية بجميع أطوارها لتقدم لهم السموم القاتلة على شكل هدية مجانية إلى حين أن تضمن بيعها. ولهذه الأسباب يسقط العديد من المراهقين في شباك الإدمان الذي يعبر في أحيان كثيرة عن الهروب من وسط أسري متصدع أو عن حاجات لم يتمكن المحيط الإجتماعي ككل من إشباعها . وفي هذا الصدد تم برمجة يوم دراسي نظمته فيدرالية جمعيات المجتمع المدني مكتب ولاية قسنطية بالشرق الجزائري وبالتنسيق مع مصالح الأمن الوطني بجامعة عين الباي2 بحر الأسبوع الفارط بغية تحفيز الطلبة الجامعين للإقلاع عن هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل خطرا محدقا في أوساط الحرم الجامعي . وتجدر الإشارة أن القائمين على إطلاق الموقع الإلكتروني لمكافحة إدمان المخدرات في الوسط الجامعي كتجربة نموذجية بجامعة قسنطينة عازمون على ضرورة الإسراع في تدارك الأمر الذي إستفحل بشكل مثير بين المدمنين على المخدرات في صفوف الطلبة من خلال تفعيل دور الإرشاد النفسي ،كما أثار المختصون النفسانيون على أن غياب الإتصال داخل الأسرة من أهم الأسباب التي تجعل الشباب يرتمون في أحضان الشارع أو ذلك الفضاء الذي يمكنه سد ثغرة الفراغ، ليبدأ عندئذ مسلسل الخطر المعنوي إثر مخالطة عصابات السرقة والترويج للمخدرات. للإشارة دعا أهل الإختصاص المدمنين إلى التقرب من مراكز العلاج الخاصة بالمدمنين وكذا خلية الإصغاء التابعة للشرطة الجزائرية والتنسيق مع رواد المجتمع المدني من أجل الإقلاع عن هذه الآفة بالمشاركة في تنشيط حملات توعوية تحسيسية وندوات فكرية التي من شأنها أن تساهم في مساعدة المدمنين على الإقتناع بضرورة العلاج من الإدمان وقد وجدت هذه المبادرة تفاعلا ملحوظا في أوساط الطلبة الجامعين .